تسارعت حدة التوتر في العلاقات بين السودان وجنوب السودان بصورة ، حيث ردت وزارة الخارجية السودانية يوم الأربعاء بشكل عنيف جداَ على البيان الصادر من وزارة خارجية جنوب السودان قبل يومين بشأن تصريحات ياسر العطا.
ويرى محللون سياسيون إن العلاقات بين البلدين مرشحة لمزيد من التدهور في ظل تقدم الجيش في عدد من المحاور. وتوقعوا لجوء جنود من الدعم السريع إلى جنوب السودان في حال سيطرة الجيش على المناطق الحدودية مما سيؤدي إلى مزيد من التوتر.
ومنذ دخول الجيش إلى مدينة ودمدني في يناير الماضي، تصاعدت حدة التوتر بين البلدين، إثر تداول مقاطع فيديو بشأن تعرض 29 من مواطني من جنوب السودان للقتل، حيث طالبت الأخيرة بالتحقيق العاجل بمشاركة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم” خلال اجتماع مجلس الأمن أمس بشأن جنوب السودان إن الآثار السامة للصراع في السودان” تتمدد إلى جنوب السودان.
وأصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانًا شديد اللهجة، يوم الأربعاء، أشارت إلى اعتراف حكومة جنوب السودان لأول مرة بمشاركة ما أسمته ب “مرتزقة جنوب سودانيين” في القتال إلى جانب الدعم السريع، وذلك بعد أن كانت تنفي علمها بذلك.
ويوم الاثنين الماضي أصدرت المتحدثة باسم وزارة خارجية جنوب السودان أبوك أيول ماين، تصريحات حادة اعتبرت تصريحات ياسر العطا بشأن أن 65 في المائة من مقاتلي الدعم السريع من جنوب السودان بأنه” أمر مبالغ فيه تماماً”.
واتهمت الاستخبارات العسكرية السودانية باستخدام عناصر الميليشيات من جنوب السودان على طول الحدود. وأضافت:” ووفقًا لسجلاتنا الموثوقة، أرسلت الحكومة السودانية مجموعتين من مواطني جنوب السودان إلى اليمن: المجموعة التي قادها الجنرال الراحل بيتر جاديت ياك والجنرال توماس ثيل أواك”.
في حين أشارت الخارجية السودانية في بيانها إلى أن بيان نظيرتها في جنوب السودان، رغم إقراره بالمشاركة، سعى إلى التقليل من حجم الظاهرة ولم يدن تجنيد “المرتزقة”، كما لم يشر إلى أي جهود لمنع وصولهم إلى السودان أو تحذير المواطنين من القتال كمرتزقة، رغم مخالفة ذلك للقوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار.
وكانت المتحدثة باسم خارجية جنوب السودان قالت:” إن الجيش السوداني لديه تقليد في تسليح الميليشيات الجنوب سودانية، وأن القوات المسلحة السودانية لديها إدارة خاصة تسمى إدارة القوات الشعبية والوطنية المكلفة بتجنيد مواطني جنوب السودان”.