في نداء عاجل لإنقاذ ما تبقى من السودان، دعا الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء الأسبق، إلى وقفٍ فوريٍّ وغير مشروطٍ لإطلاق النار لأسباب إنسانية، مشدداً على أن استمرار الحرب سيؤدي إلى كارثة إنسانية وتقسيم البلاد.
جاءت دعوة حمدوك عبر مقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، قبيل انعقاد اجتماع لندن الدولي حول السودان الأسبوع المقبل، حيث طالب بإنشاء مجموعة اتصال دولية رفيعة المستوى تكون مهمتها دعم وتنسيق الجهود الدولية لإحلال السلام في السودان.
وأكد حمدوك أن على هذه المجموعة أن تضغط على جميع أطراف النزاع لوقف القتال فوراً ودون شروط، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين دون عوائق وحماية المدنيين من ويلات الحرب.
كما حثّ حمدوك اجتماع لندن، الذي سيحضره وزراء خارجية عدة دول، على تبني “خطة عمل لندن للسودان”، والتي ترتكز على ترسيخ القيادة المدنية كأساس لأي عملية سلام، ورفض أي تسوية تكرّس الاستبداد أو تعيد النظام السابق أو تدفع نحو تفتيت السودان.
وفي إطار رؤيته المستقبلية، دعا حمدوك إلى تنظيم مؤتمر دولي للتعهدات المالية، لسد فجوات التمويل الإنساني الحرجة، والإعداد لعملية إعادة إعمار شاملة بمشاركة فعالة من القوى المدنية السودانية.
ولم يكتفِ حمدوك بذلك، بل دعا مجلس السلم والأمن الإفريقي ومجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع مشترك لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين، كما طالب الاتحاد الإفريقي ومنظمة “إيغاد” بتسهيل عقد اجتماع جامع للمدنيين السودانيين بهدف وضع خارطة طريق لسلام دائم يعالج الأسباب الجذرية للنزاع.
وشدد حمدوك في مقاله على أن الحكومة المدنية الديمقراطية هي الخيار الوحيد للحفاظ على وحدة السودان ومنع تفككه. وأكد قائلاً: “لا يوجد حل عسكري لحرب السودان”، محذراً من أن المكاسب العسكرية المؤقتة لأي طرف لن تحقق نصراً حاسماً، بل ستؤدي فقط إلى خسائر كارثية بين المدنيين.
وأضاف محذراً: “استمرار النزاع لن يزيد إلا من عمق المعاناة، وسيدفع بالسودان نحو التقسيم وفقاً لمصالح متصارعة”.