وكالات الانباء ٠ متابعات – Sudanjem.net: فشل مؤتمر لندن الذي انعقد لمناقشة سُبل إنهاء الصراع الدامي في السودان في إصدار بيان ختامي، بسبب خلافات حادة بين عدد من الدول العربية المؤثرة في المشهد السوداني. هذا ما أكدته الدبلوماسية الإماراتية لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، في تصريحات لوكالة رويترز، معبرة عن “خيبة أمل كبيرة” نتيجة عدم التوصل إلى توافق مشترك.
وقالت نسيبة: “كان هناك نداء واضح من جانبنا بضرورة التوحد حول الحاجة الملحة لانتقال السودان إلى حكومة مدنية مستقلة. ومع خطورة الوضع الحالي والجهود التي بذلتها المملكة المتحدة، من المؤسف أننا لم ننجح في إصدار بيان مشترك.”
وكشفت أربعة مصادر مطلعة لـ”رويترز” أن الخلافات تمحورت حول الرؤية المستقبلية لحكم السودان. حيث اصطدمت آراء الإمارات، مصر، والسعودية بشأن طبيعة الحكم في البلاد ، بينما طالبت بعض الدول بحكومة مدنية مباشرة، رأت أخرى ضرورة التركيز أولاً على إنهاء الحرب، وترك مسألة الحكم لخيارات السودانيين لاحقاً.
وأفادت مصادر أمنية مصرية بأن النزاع كان حول الصياغة النهائية للبيان، حيث رفضت الإمارات وبعض الدول الأخرى اللغة المقترحة من قبل مصر، لأنها – حسب وصفهم – تضفي شرعية على استمرار حكم الجيش السوداني. في المقابل، دعمت السعودية الموقف المصري، مما زاد من تعقيد الوضع.
في خضم هذه الخلافات، أعلنت قوات الدعم السريع عن نيتها تشكيل حكومة موازية تزعم أنها ستمثل جميع السودانيين. غير أن هذه الخطوة يُتوقع أن تُقابل برفض واسع، خصوصاً مع الاتهامات التي تطال القوات بارتكاب انتهاكات جسيمة، وآخرها الهجوم العنيف على مخيم زمزم للنازحين في دارفور، ما أثار انتقادات محلية ودولية.
وكشف احد الدبلوماسين المشاركين فى المؤتمر أن عدم الاتفاق على بيان ختامي، يعكس حجم الانقسام العربي ويشكل عقبة جديدة أمام جهود وقف إطلاق النار وتحقيق السلام في السودان، الذي يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع نزوح أكثر من 13 مليون شخص، وانتشار الأمراض والمجاعة بين من تبقى من السكان.