في مشهد مأساوي جديد يكشف عن عمق معاناة المهاجرين في ليبيا، أفاد متطوع في الهلال الأحمر الليبي أنه تم العثور على جثث ستة مهاجرين على الأقل وقد لفظتها الأمواج على شواطئ مدينة مصراتة الواقعة على الساحل الشمالي الغربي للبلاد.
وصرّح مخلوف كريم، رئيس قسم الانتشال في فرع الهلال الأحمر بمصراتة، أن فرق الإنقاذ عثرت على أربع جثث صباح يوم الخميس، قبل أن تعثر على جثتين إضافيتين في وقت لاحق من نفس اليوم. وأكد أن الدوريات لا تزال تجوب سواحل المنطقة بحثًا عن ضحايا آخرين قد تكون الأمواج قد جرفتهم إلى الشاطئ.
مصراتة، التي تبعد نحو 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، تشهد بين الحين والآخر وصول جثث مهاجرين قضوا خلال محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط في رحلات محفوفة بالمخاطر نحو أوروبا.
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجددًا على الوضع الإنساني المأساوي الذي تعيشه ليبيا، الدولة التي تحولت منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، بدعم من حلف شمال الأطلسي، إلى نقطة عبور رئيسية لآلاف المهاجرين الهاربين من الحروب والفقر في أفريقيا والشرق الأوسط.
وفي مشهد مشابه خلال شهر فبراير الماضي، كانت السلطات الأمنية الليبية قد أعلنت عن اكتشاف عشرات الجثث المدفونة في مقابر جماعية بموقعين مختلفين في جنوب شرق البلاد، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها الأراضي الليبية.
ويرى مراقبون أن الاقتصاد الليبي، القائم بشكل أساسي على النفط، يظل عنصر جذب قوي للعديد من المهاجرين الباحثين عن فرص عمل، رغم التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجههم داخل البلاد.