وجّه منتدى الإعلام السوداني، وهو تحالف يضم مؤسسات ومنظمات صحفية مستقلة، نداءً عاجلاً يوم الثلاثاء من مقره في أمستردام، دعا فيه إلى الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وإنقاذ البلاد من كارثة مجاعة تلوح في الأفق.
وقال المنتدى في بيان مشترك بهذه المناسبة إن السودان يمر بأسوأ أزمة إنسانية منذ عقود، مشيرًا إلى أن 25 مليون شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، منهم 8.5 مليون في مواجهة مستويات كارثية من الجوع. كما كشف عن مقتل 23 صحفياً وصحفية خلال الحرب، ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني داخل البلاد وخارجها.
مطالب صارخة لطرفي النزاع
طالب المنتدى طرفي الحرب – الجيش السوداني وقوات الدعم السريع – بالاعتراف العلني بندرة الغذاء والدواء، والسماح الكامل وغير المشروط بدخول المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة لمواجهة الأزمة، وفتح كافة المسارات الآمنة لإيصال الإغاثة.
كما شدد البيان على ضرورة وقف الاعتداءات على الصحفيين ووسائل الإعلام فورًا، والاعتراف بأن مقار الإعلام ومعداته تُعد منشآت مدنية تتمتع بالحماية الكاملة وفقًا للقانون الدولي الإنساني، محذرًا من استمرار الانتهاكات التي تمثل جرائم يعاقب عليها القانون الدولي.
وطالب المنتدى بالسماح للصحفيين الدوليين بالدخول والعمل بحرية، وتسهيل إجراءاتهم للوصول إلى جميع المناطق لتوثيق ما يحدث ونقل الصورة الحقيقية للعالم.
إعلام مُستهدف ومُهمّش
رصد البيان وضع الصحافة السودانية خلال الحرب، مشيرًا إلى أن الصحف الورقية متوقفة، والإذاعات والتلفزيونات الولائية والخاصة مغلقة، والاتصالات مقطوعة عن أجزاء واسعة من البلاد. واتهم البيان أطراف الحرب بتعمد تغييب الصحافة الوطنية المستقلة وخلق بيئة إعلامية مشبعة بالدعاية الحربية والشائعات وخطابات الكراهية.
ووصف المنتدى السودان بأنه يعيش في “حالة إظلام إعلامي شبه كامل”، حيث أصبح المواطن ضحية للتضليل وفقدان المعلومات الدقيقة، في ظل غياب الصحافة المهنية.
رسائل للصحفيين والمجتمع الدولي
دعا المنتدى الصحفيين والمؤسسات الإعلامية إلى التمسك الصارم بالمهنية والحقائق، والامتناع عن ترويج الأخبار مجهولة المصدر، مشيرًا إلى أن الساحة الإعلامية فُتحت لإعلام متحيز أو ذي أجندات خارجية، بسبب غياب الإعلام السوداني المستقل.
و طالب المنتدى المجتمع الدولى بتفعيل قرار مجلس الأمن الصادر في مارس 2024، والذي يدعو لوقف فوري للحرب، وتشكيل آليات لمراقبته، إلى جانب الضغط الحقيقي على الأطراف المتحاربة للسماح بدخول المساعدات دون أي شروط.
و ناشد المجتمع الدولي لدعم “غرفة التحرير المشتركة” لمنتدى الإعلام السوداني كمصدر موثوق للأخبار، وتقديم دعم فني وتقني ومادي للمؤسسات الإعلامية العاملة، وإنشاء مراكز مهنية وثقافية للصحفيين السودانيين في دول الجوار لمواصلة رسالتهم.
وأختتم بيان منتدى الاعلام السودانى بنداء عاجل لوقف الحرب وانتقاذ السودان من المجاعة ، موجهاً صرخة إلى كل من يملك قراراً أو قدرة على التأثير، للوقوف مع السودان في محنته، ومنع انهياره الإنساني والإعلامي والسياسي.