أساء الاسلاميون الذين أشعلوا حرب 15 أبريل، تقديراتهم العسكرية، حينما اقدموا على فعلتهم هذه، أرادوها حربا خاطفة و قصيرة، و بضربة سريعة تقضى على معسكرات الدعم السريع و تقتل قياداته، و بنوا حساباتهم و خططهم على هذا الاساس، و توقعوا حصائل تدبيرهم نتائج مضمونة تقضى على الدعم السريع و تخرجه من المشهد السياسى، و تقطع الطريق على الإتفاق الإطاري ، و تعيدهم للسلطة محمولين على ظهور الدبابات، لكنهم اساءوا التقدير.
جاءت نتائج تدبيرهم عكس ما توقعوه، كارثية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، أنتهت من الدولة و مؤسساتها و بنيتها التحية، دمروا السودان و إنسانه، ماضيه و حاضره و مستقبله، سفكوا دماء شعبه، و كلما حاولوا تغيير كفة الحرب بكل السبل و دبروا امرهم، إرتد اليهم تدبيرهم فى تدميرهم، هزيمة تلو هزيمة،
مع أن الصلح خير، رفضوا جميع مساعى الصلح،و اصبح الشعب حبيس الأنفاس و الخوف من المستقبل المجهول، فى ظل إنسداد أفق السلام، بل حبيس لمشروع الإسلاميين الذى رهن السلام بقبول عودتهم للمشهد السياسى عبر عباءة الجيش وواجهاتهم الأخرى.
لجاء الإسلاميون إلى إعمال الكذب وسيلة لتبرير هزائمهم، و برعت أقلامهم و أبواقهم الإعلامية، رغم الهزائم التى لا ينكرها إلا مكابر، فى صناعة الكذب، و فى تصوير الهزائم إنتصارات، و فى تحميل مسؤولية إبتدار الحرب للدعم السريع، و للحرية و التغيير ، و طفقوا يكسبون للكذب المشروعية السياسية، و اصبح كل شي مباح، و اصبح الكذب واحدة من أدوات فن الممكن، بل من اكثر الوسائل المستخدمة عندهم فى السياسة.