أثارت التصريحات التي أدلى بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية الأمريكية، التي عُقدت في 14 مايو 2025، تفاعلاً واسعاً في الأوساط السودانية، خاصة بعد تأكيده مواصلة السعودية والولايات المتحدة جهودهما المشتركة لإنهاء الحرب في السودان من خلال منبر جدة.
وفي كلمته أمام القمة التي شهدت حضور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، شدد بن سلمان على أهمية استمرار الوساطة التي ترعاها الرياض وواشنطن لحل النزاع السوداني، في خطوة وصفت بأنها الأوضح منذ تعثُّر مفاوضات منبر جدة ورفع جلساته في وقت سابق.
تصريحات بن سلمان.. نقطة تحوّل
وصف السفير المتقاعد الصادق المقلي، في مقابلة مع راديو دبنقا، هذه التصريحات بأنها “إيجابية جداً”، واعتبرها أول موقف علني قوي منذ توقف الحوار. وأكد أن ربط السعودية دورها بالولايات المتحدة يعزز من زخم وأهمية الوساطة الجارية.
وأشار المقلي إلى أن السعودية أثبتت فاعليتها في ملفات إقليمية حساسة، مثل رفع العقوبات عن سوريا والتقارب بين دمشق وبيروت، معتبراً أن هذه الخبرات قد تسهم في تحقيق انفراجة في الملف السوداني.
كما لفت إلى أن السعودية تمتلك نفوذاً سياسياً واقتصادياً كبيراً في السودان، بجانب وجود جالية سودانية ضخمة على أراضيها، وكونها دولة مطلة على البحر الأحمر، ما يجعل استقرار السودان ضمن أولوياتها الجيوسياسية، خصوصاً في ظل التنافس الإيراني الروسي في المنطقة.
وحول الموقف الأمريكي، قال المقلي إن الولايات المتحدة قد لا تتدخل مباشرة لكنها “ستعمل على إنهاء النزاع ولو عبر الوكالة”، مؤكداً أن واشنطن تدرك أهمية السودان لأمن واستقرار المنطقة ومصالحها الاستراتيجية.
ورأى أن عدم تطرق ترامب للملف السوداني خلال خطاباته في الخليج قد يعود إلى تفويضه الملف لوزارة الخارجية الأمريكية، والتي من المنتظر أن تعيّن مبعوثاً خاصاً للسودان خلال الفترة المقبلة.