في بيان قوي، حذر الاتحاد الأفريقي يوم الأربعاء من أن إعلان حكومة للسلام موازية في السودان، التي دمرتها الحرب، قد يؤدي إلى تقسيم البلاد التي تعاني من اضطرابات مستمرة منذ ما يقارب العامين.
منذ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني (SAF) قتالًا شرسًا ضد قوات الدعم السريع (RSF) شبه العسكرية في حرب أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وشرّدت أكثر من 12 مليون شخص. وقد بدأت هذه الحرب نتيجة للخلافات حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش، ما أدى إلى تقسيم السيطرة على البلاد بين الطرفين. فالجيش يسيطر الآن على مناطق شرقي وشمالي السودان، بينما تهيمن قوات الدعم السريع على معظم غرب دارفور وأجزاء من جنوب البلاد.
وقد تم اتهام كل من الجيش وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب. وفي الشهر الماضي، وقعت قوات الدعم السريع وحلفاؤها على “ميثاق تأسيسي” لإقامة حكومة موازية في نيروبي. وفي بيان أصدره يوم الأربعاء، أدان الاتحاد الأفريقي هذه الخطوة، محذرًا من أن هذا الإجراء ينطوي على “خطر كبير من تقسيم البلاد”.
ووفقًا للوثيقة التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية، فإن الموقعين على الوثيقة يهدفون إلى إنشاء “حكومة للسلام والوحدة” في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتمردة. كما تعهدوا ببناء “دولة علمانية، ديمقراطية، لا مركزية، تقوم على الحرية والمساواة والعدالة، دون تحيز ثقافي أو عرقي أو ديني أو إقليمي”.
وفي أوائل مارس، وقعت قوات الدعم السريع وحلفاؤها في نيروبي مرة أخرى على “دستور انتقالي”، وهو ما دفع الاتحاد الأفريقي إلى دعوة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد والمجتمع الدولي إلى “النظر في مسألة الاعتراف بحكومة موازٍية واذا كانت تهدف إلى تقسيم أو حكم جزء من أراضي جمهورية السودان أو مؤسساتها”.
من جهة أخرى، أكدت الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء التزامه بـ “وحدة وسلامة أراضي السودان”. وأوضح في بيان له أن “خطط حكومة موازية قد تهدد بتقسيم البلاد وتقوض الطموحات الديمقراطية للشعب السوداني من أجل عملية شاملة يقودها السودانيون لن تؤدي إلى استعادة الحكم المدني”.
وتأتي هذه التحذيرات في أعقاب بيان صادر عن مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، حيث عبر عن “قلق بالغ” إزاء توقيع الوثيقة، مشيرًا إلى أن هذا قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل.
الوضع في السودان قد أسفر عن أزمة إنسانية غير مسبوقة في القارة الأفريقية، حيث دخلت بعض مناطق البلاد في مجاعة، فيما يواجه نحو ثمانية ملايين شخص خطر المجاعة الجماعية. ومن إجمالي 25 مليون شخص في البلاد، يعاني الكثيرون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد.