السودان اليوم | وفي تحول مفاجئ للأحداث، زار رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان مؤخرًا نيروبي، كينيا، لعقد اجتماع غير معلن مع الرئيس الكيني ويليام روتو. وتمثل هذه الزيارة تحولا كبيرا في موقف الحكومة السودانية، حيث كانت قد رفضت في السابق أي مشاركة كينية في جهود حل الصراع. وعقب اجتماعهما، أصدر البرهان وروتو بيانا مشتركا أقر فيه بالتقدم البطيء في مفاوضات وقف إطلاق النار في جدة وأكدا على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة. واتفقوا على عقد قمة عاجلة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) لتسريع عملية جدة وتحقيق وقف الأعمال العدائية في السودان. يتطرق هذا المقال إلى تفاصيل هذا التعاون، ودور الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والتأثير المحتمل على الأزمة السياسية في السودان.
التقدم البطيء في مفاوضات
فشلت الجولة الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار في جدة بالمملكة العربية السعودية في التوصل إلى اتفاق بسبب الخلافات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن إعادة انتشار القوات. ويصر الجيش على انسحاب القوات شبه العسكرية من المدن لضمان حماية المدنيين. ومع ذلك، ترفض قوات الدعم السريع التخلي عن السيطرة على المناطق الحضرية. وقد أعاق هذا المأزق التقدم في تحقيق وقف إطلاق النار وحل الصراع في السودان.
تحول في موقف الحكومة السودانية
تشير زيارة رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان إلى نيروبي إلى تغيير في نهج الحكومة السودانية تجاه جهود حل الصراع. وفي السابق، رفضوا أي مشاركة من كينيا في هذه العملية. ومع ذلك، فإن هذه الزيارة تمهد الطريق أمام إيغاد للعب دور أكثر أهمية في حل أزمة السودان. ويشير أيضًا إلى الاستعداد للنظر في طرق بديلة والتعاون مع الشركاء الإقليميين.
دور الإيقاد في حل أزمة السودان
وقد شاركت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) بنشاط في عملية جدة، بهدف تسهيل وقف إطلاق النار وتعزيز التوصل إلى حل مستدام للصراع في السودان. وتضم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وجنوب السودان والسودان والصومال وأوغندا. وتدعو المنظمة إلى اتباع نهج منظم في مفاوضات السلام وإجراء مشاورات شاملة مع الجهات الفاعلة المدنية. وقد أكد اجتماع المجموعة الرباعية للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) في نيروبي مؤخراً على الحاجة إلى التعاون بين الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الأفريقي والدول المجاورة للسودان.
أهمية قمة الإيقاد
ولتسريع عملية جدة وتحقيق وقف الأعمال العدائية في السودان، اتفق رئيس مجلس السيادة السوداني البرهان والرئيس الكيني روتو على عقد قمة عاجلة للإيقاد. وتهدف هذه القمة إلى جمع قادة المنطقة لإيجاد سبل لتسريع عملية جدة ومعالجة الأزمة السياسية في السودان بشكل شامل. كما أنها ستضع إطارًا لحوار سوداني شامل، مما يسمح لجميع أصحاب المصلحة بالمشاركة في تشكيل مستقبل البلاد.
دور الدول المجاورة
وتلعب الدول المجاورة للسودان، وخاصة تلك الموجودة في إطار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، دوراً حاسماً في تسهيل السلام والاستقرار في المنطقة. إن مواءمة وجهات النظر بين دول الجوار، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD)، ومفاوضات جدة، ومبادرة دول الجوار بقيادة مصر، أمر بالغ الأهمية لتحقيق السلام الدائم في السودان. ويمثل التعاون بين السودان وكينيا خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تعزيز جهود الدول المجاورة وصياغة نهج موحد لحل أزمة السودان.
آراء الشخصيات البارزة
رحب ياسر عرمان، العضو البارز في قوى الحرية والتغيير، باللقاء بين البرهان وروتو. وهو يرى في ذلك خطوة إيجابية للابتعاد عن النهج العسكري الذي كان ينادي به إسلاميو النظام السابق. ويؤكد عرمان على ضرورة استغلال هذه الزيارة لمواءمة وجهات نظر الدول المجاورة، وخاصة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، مع مبادرات السلام الجارية في جدة والجهود التي تقودها مصر. وسوف يساهم هذا التوافق في اتباع نهج شامل للسلام في السودان.
تمثل الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان إلى نيروبي واجتماعه مع الرئيس الكيني وليام روتو تحولا كبيرا في موقف الحكومة السودانية بشأن إشراك الشركاء الإقليميين في جهود حل الصراع. ومن خلال الاتفاق على عقد قمة عاجلة للإيقاد، يهدف السودان وكينيا إلى تسريع عملية جدة وتحقيق وقف إطلاق النار في السودان. وستكون مشاركة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والدول المجاورة للسودان والتعاون مع الجهات الدولية الفاعلة أمراً حاسماً في إيجاد حل دائم للأزمة السياسية وتعزيز السلام والاستقرار في السودان. يعد هذا التعاون بمثابة منارة أمل للشعب السوداني والمجتمع الدولي، لأنه يُظهر الرغبة في استكشاف طرق بديلة والعمل معًا لتحقيق هدف مشترك.