نداء لوحدة إرادة السودانيين نحو مواجهة خطر المجاعة
*نداء انساني لانقاذ ارواح السودانيين من الجوع*
*شعار SOS*
*Save our Souls*
تدخل حرب الخامس عشر من أبريل 2023م في السودان شهرها السادس عشر ولا تزال أطرافها تُسَعِّر نيرانها وتُوَسِّع رقعتها وتُضَاِّعف مآسيها علي الشعب، ولا أمل يلوح في أفق المبادرات المطروحة للوصول لحل يراعي مصالح الشعب السوداني المكلوم يضع حدا لهذه الحرب المدمرة والتي هي امتداد للحروب التي أشعلتها سلطة النظام البائد منذ وصولها للسلطة عام 1989م، والتي أتت على حياة الآلاف من السودانيين وعلي مدخراتهم وأصولهم الخاصة والعامة وتهدد من هم علي قيد الحياة وشردت الملايين منهم وحولتهم إلي نازحين في الداخل ولاجئين في دول الجوار.
وإذ تتعمد كل الأطراف الداخلية والخارجية المتورطة في هذه الحرب يومياً لإيصال الحال في السودان إلى مستوى هو الأكثر بؤساً على سطح الكوكب، تُصبِح الحاجة ملحة للفت انتباه السودانيين في الداخل والخارج، وجموع المهتمين بالأنشطة الإنسانية في العالم أجمع من الأفراد ومنظمات الأمم المتحدة، أن 26.6 مليون سوداني أي ما يتجاوز نصف سكان السودان يعيشون اليوم حالة مستعصية من حالات انعدام الأمن الغذائي، وتضرر حوالي 24 مليون طفل من الصراع، ويعاني 730 ألف طفل من سوء التغذية الحاد. وتتزايد معدلات الوفاة بسبب الجوع أو سوء التغذية وسط الأطفال والبالغين لتتجاوز المعايير المعتمدة لتصنيف المجاعة حيث يموت طفل كل ساعتين بسبب سوء التغذية في مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور، وفي مخيم كلمة مات 28 طفل بسبب سوء التغذية خلال أسبوعين في مايو 2024م أي بمعدل طفلين يوميا.
تتضاعف كل تلك الأوضاع المأساوية بسبب الحرب وتتزامن مع سياسة التجويع التي تتبعها أطراف الحرب والتي تتجلي في فشل الموسم الزراعي الشتوي 2023-2024 بسبب اجتياح المليشيا لولاية الجزيرة، ومحاصرتها لمزارعي النيل الأبيض، وشمال كردفان وسنار، ونزوح مواطني دارفور لتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وفشل الموسم الزراعي الصيفي للعام 2024 بلا تخطيط مسبق من حكومة الأمر الواقع، وصار نفاد مخزون الحبوب في المناطق الآمنة مسألة وقت لن تتجاوز أياماً محدودة من تاريخ اليوم. وأدي تشريد المزارعين وتراجع المساحات المزروعة المخصصة للصادر الذي كان يساهم ولو بالقليل في توفير العملة الصعبة في اقتصاد الحرب المتدهور أصلا قبل اندلاع الحرب، وفي إنخفاض قيمة الجنيه السوداني من 650 جنيه منتصف أبريل 2023 تاريخ اندلاع الحرب اللعينة إلى 2450 جنيها منتصف يوليو 2024 بواقع 277% من قيمة الجنيه، مما ألقى بظلاله على ارتفاع أسعار السلع الضرورية والوقود، إذ بلغ سعر قطعة الخبز 125 جنيها في الولايات الآمنة نسبياً، و 300 جنيه في الولايات المحاصرة الواقعة تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع، وبلغ سعر جوال الدقيق 50 ألف جنيه في ولاية النيل الأبيض وشمال كردفان والنيل الأزرق والمناقل، وسعر جالون الجاز 10 ألف جنيه ما يعادل 4 دولارات وهو السعر الأعلى في العالم اليوم، وأضحت سلاسل الإمداد لأقاليم النزاع مقطوعة تماما، مهددة السكان بمخاطر الحصار والمجاعة والنزوح منذ أكثر من خمسة عشر شهراً. علاوة على ذلك، فقد تمكن تجار الحروب والأزمات من طرفي الحرب والموالين لهم العاملين تحت حمايتهم وستارهم بجشع غير مسبوق في مضاعفة أسعار المواد الغذائية الرئيسة التي لا تكاد تسد الرمق من أجل مراكمة أرباحهم على حساب جوع الأطفال والشيوخ والمرضى، وأصبح طلب أطراف الحرب على العملات الصعبة لمشتريات الوقود والسلاح هو السبب الرئيسي في انخفاض قيمة الجنيه السوداني وضعف قوته الشرائية علي شحه وانعدامه لدي المواطنين الأبرياء مما ضاعف عجزهم عن شراء كميات الغذاء التي تكفل لهم فقط حد الكفاف حتى في الأقاليم والولايات الآمنة. وقد ساعد في تفاقم الوضع سياسة النهب والسلب والتجويع المنظم الممثل في سرقة المخزونات الاستراتيجية لمنظمات الأمم المتحدة ولمصادرة محاصيل المواطنين خاصة في الجزيرة ولعرقلة ونهب قوافل الإغاثة من الوصول للمحتاجين تحت مسببات أمنية وعسكرية ولاتخاذها مؤناً لهم في حربهم المدمرة.
ومع استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها أطراف الحرب وتعسر وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها بسبب اشتداد الحرب واتساع رقعتها وعدم تفاعل المجتمع الدولي مع حجم الكارثة الإنسانية في حرب السودان المنسية، والمعوقات التي *تواجهها* منظمات الأمم المتحدة بسبب صعوبة الوصول لمناطق النزاع والمهددات والعراقيل التي تفرضها أطراف الحرب ونقص التمويل تجعلنا ندق ناقوس الخطر للمرة الأخيرة، ونخاطب جماهير الشعب السوداني في الداخل والخارج كافة والمجتمع الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة *والمنظمات المنضوية تحتها والعاملة في مجال العمل والغوث الإنساني*. وامتداداً للندوات والأنشطة التي قام بها التحالف الاقتصادي لمواجهة الأزمة الاقتصادية بسبب الحرب ومخاطر المجاعة ننادي بما يلي:
أولا: إعلان السودان من قِبَل الأمم المتحدة ومنظماتها قطرا واقعا تحت خطر المجاعة فوراً حيث تجاوزت الأحوال الإنسانية كافة المعايير اللازمة لإعلان المجاعة حيث يتهدد الموت جوعاً ومرضاً 30 مليون مواطن من أصل 47.8 مليون مواطن جراء صعوبة تحصلهم على الكميات الدنيا الضرورية من الغذاء. ونطالب كافة قوي الثورة ومنظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج بالضغط علي حكومة الأمر الواقع وعلي منظمات الأمم المتحدة لإعلان المجاعة في السودان.
ثانيا: مناداة كافة السودانيين بالداخل والخارج للقيام بتوفير الدعم الإنساني الذاتي نقدياً وعينياً وبالقوافل وكل أشكال المساعدات المتوارثة والمتأصلة في تراث الشعب السوداني وأن يتم تنسيق كل هذه الجهود مع لجان الطوارئ والتكايا المنتشرة في كافة القري والمدن في مناطق النزاع والمناطق الآمنة، ولجان المقاومة وفروع الجبهة النقابية وكافة منظمات المجتمع المدني العاملة فعلياً في ميادين العمل التطوعي الإنساني بقيادة مدنية تطوعية موحدة وإرادة جماعية موحدة علي نطاق واسع وجعل هذه التكايا كمنصات أساسية فاعلة ومستمرة لتجميع كل الموارد الذاتية وتوظيفها من أجل إنقاذ شعبنا من الموت بسبب الجوع والمرض وعدم القدرة علي الإنتقال للمناطق الآمنة.
ثالثا: أن تقوم منظمات الأمم المتحدة بتكثيف وتوسيع نشاطها في مواجهة مخاطر المجاعة وإنقاذ المتأثرين بها واتخاذ الإجراءات التحوطية اللازمة لضمان وقفها والحيلولة دون تمددها واتساعها وذلك بالتنسيق الكامل مع التكايا ولجان الطوارئ ولجان المقاومة وفروع الجبهة النقابية علي الأرض وكافة منظمات المجتمع المدني العاملة في الحقل التطوعي الإنساني.
#لا _للحرب
# افتحوا _الممرات _الامنه
التحالف الاقتصادي لقوى ثورة ديسمبر المجيدة
16 يوليو 2024