• ما بين أهل التغيير وأهل التدليس *
الذين أوقدوا نار الحرب لم ولن يصلوا إلى أهدافهم
الدكتور سليمان صندل
هذه الحرب هدت السودان وشعبه ، وجعلته يتسول في داخل وخارج وطنه .
لا غرو أن الذين أشعلوها ، وأوقدوا نارها سوف لم ولن يصلوا إلى أهدافهم ، ونرى ذلك بأم أعيننا ، وتلك أقدار التاريخ ، والتغيير ماض إلى نهايته ، نراه قريباً ويرونه بعيدأ . ..
لا شك أن هذه الحرب أفرزت بل ميزت وبشدة أهل التغيير من أهل التدليس ، والخداع ، و أظهرت وافرزت من هم صناع الحياة والمستقبل ، و من هم صناع القتل والدمار والإرهاب والتلاعب بمستقبل السودان ، ومصيره و شعبه .
هذه الحرب الكارثية التي ما زلنا نكرر ونقول ينبغي بل يجب أن تقف اليوم قبل الغد ، بدون قيد او شرط . ..
هذه الحرب قد ميزت من هم دعاة السودان القديم ، ومن هم دعاة الديكتاتورية ودعاة القمع ، ومن هم دعاة السودان الجديد ، ودعاة الحق ، ودعاة حكم الشعب ، ودعاة الحرية والتغيير والسلام ، وحب الوطن والعمل من أجل سودان ليتساوى فيه كل السودانيين بدون أدنى تمييز ، من شرقه ، وغربه ، وشماله ، وجنوبه . ..
لقد أفرزت هذه الحر ، وميزت بين الذين باعوا القضية النضالية ، وقضية المواطن لعصابة الفلول لإشباع رغباتهم ، وليس لشأن المواطن ، وحياته ومستقبله فيه من نصيب ..
الحرب أظهرت دعاة التغيير الذين يعملون وهم واثقون من نصر الله أن يزيح عن هذا الشعب بقايا نظام المؤتمر الوطنى وكل المتحالفين معهم ، القدامى والجدد إلى مزبلة التاريخ بغير رجعة ..
( ٢ )
لقد أفرزت هذه الحرب دعاة التغيير الذين يودون وينشدون صادقين ، وموقنين بالنصر ، ولديهم الإرادة القوية ، والصادقة لقيادة السودان إلى مرافئ نهضة شاملة حقيقية ، سياسياً وإقتصادياً ، وتنمية شاملة ، تغيير حياة المواطن العادى بشكل جذرى و يضع حداً لتاريخ بئيس من الجوع والجهل والمرض ، والمعاناة ، ويغير حياة هذا المواطن رأساً على عقب ، ليسعد بخيرات بلاده كالشعوب الأخرى التي نهضت . ..
الحرب التي يجب أن تقف الآن لم تترك لنا إلا باباً واحداً ، وهو باب التغيير الشامل ، ووداع القديم ، وطوبى للجزريين الصادقين وهم يد واحدة من أجل بناء وإعادة تأسيس الدولة السودانية على الأسس الجديدة المعلنة …
إن صناع التغيير الشامل و الصادقين ، ودعاة الجمهورية الثانية ، جميعهم ينهلون من معين واحد والنتيجة واحدة وهى التغيير القادم . …