خرجت الحاجة آمنة سعيد مع ابنتيها وأحفادها الستة وأزواجهم، متجهين مع آلاف السكان نحو جنوب مدينة ود مدني صباح الجمعة، وهم يحملون القليل من المتاع الذي أتوا به من الخرطوم بعد اندلاع القتال هناك بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل.
وأصيب سكان المدينة التي تسمى “عاصمة النزوح” بالذعر خلال الساعات الماضية مع سماع دوي إطلاق نار عنيف، وتصاعد أعمدة الدخان في الجزء الشرقي لود مدني، بعد هجوم نفذته قوات الدعم السريع من جهتين، مستخدمين نحو 400 سيارة عسكرية بحسب معلومات أولية.
وفيما أعلنت قوات الدعم السريع عبر صفحات إعلامية تابعة لها سيطرتها على جسر حنتوب الذي يربط معظم مدن شرق السودان بوسط البلاد والعاصمة الخرطوم، وإسقاطه طائرة “ميغ” تتبع للجيش، إلا أن مصادر في الجيش نفت هذه الأنباء، وقالت إنها تصدت للهجوم.
وبعيدا عن التقارير التي تتحدث عن سير العمليات حول مدينة ود مدني التي تبعد عن العاصمة الخرطوم بنحو 180 كيلومترا وتعتبر من أهم المراكز الاقتصادية في البلاد، ونزح إليها نحو مليوني شخص، ونقلت إليها معظم الصناعات والمؤسسات الاقتصادية والتجارية بعد اندلاع القتال في الخرطوم، لم يجد الآلاف من السكان خيارا غير النزوح جنوبا.