يشهد السودان في عام 2025 تصاعدًا في التوترات السياسية، مع وجود حكومتين متنازعتين تدعي كل منهما الشرعية، وسط صراع مستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذا الانقسام السياسي يعمق الأزمة في البلاد ويزيد من تعقيد جهود السلام والاستقرار.
تعيين كامل إدريس وحل الحكومة الانتقالية
في 1 يونيو 2025، أعلن رئيس الوزراء الجديد، كامل إدريس، حل الحكومة الانتقالية، بعد أيام من تعيينه من قبل رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان. يُعتبر إدريس أول رئيس وزراء منذ الانقلاب العسكري في 2021، وقد تعهد بالحياد بين الأطراف السياسية والتركيز على الاستقرار وإعادة الإعمار.
إعلان حكومة السلام والوحدة من قبل قوات الدعم السريع
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تشكيل “حكومة السلام والوحدة” في 15 أبريل 2025، استنادًا إلى “ميثاق التأسيس” الذي وقعته مع تحالف يضم 23 فصيلًا سياسيًا وعسكريًا. تتضمن هذه الحكومة مجلسًا رئاسيًا برئاسة حميدتي، ومجلس وزراء، وهيئة تشريعية، وتقسيمًا إداريًا جديدًا للبلاد إلى ثمانية أقاليم.
تعديلات دستورية لتعزيز سيطرة الجيش
في فبراير 2025، أُجريت تعديلات على الوثيقة الدستورية، أزالت أي إشارات إلى قوات الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير، ومنحت مجلس السيادة الانتقالي سلطات موسعة، بما في ذلك الإشراف على السياسة الخارجية. كما تم تمديد الفترة الانتقالية لمدة 39 شهرًا إضافية.
تداعيات الانقسام السياسي
هذا الانقسام السياسي يفاقم من تعقيد الأزمة السودانية، حيث تتنافس الحكومتان على الشرعية والسلطة، مما يعيق جهود السلام ويزيد من معاناة المواطنين. كما أن وجود حكومتين متنازعتين يخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، ويزيد من صعوبة التوصل إلى حل سياسي شامل.
يواجه السودان تحديات سياسية جسيمة في عام 2025، مع وجود حكومتين متنازعتين وصراع مستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع. يتطلب الوضع الراهن جهودًا مكثفة من جميع الأطراف، بما في ذلك المجتمع الدولي، لدعم مسار سياسي شامل يحقق السلام والاستقرار في البلاد.