أن ما تتميز به السياسة الواقعية السودانية بكل الشواهد القاسية وخيبات الأمل الحاضرة الآن ، أقول قد نال المثقفون السودانيون نصيبهم العادل من خيبة الأمل في هذا المجال . وبينما يسعون جاهدين للانخراط في التفكير النقدي والتحليل والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية ، فإنهم غالًبا ما يجدون أنفسهم محبطين بسبب قيود النظام الاجتماعي والعرف السائد وإلى ما تم من تأهيل فقير الثقافة والتجربة السياسية لكل الساسة , ولقد شوه الحكم الاستبدادي والفساد وعدم الاستقرار الاقتصادي التجربة السودانية ، وهو ما أعاق الطبقة الفكرية من المساهمة بفعالية في التغيير الإيجابي. وعلى الرغم من معرفتهم وخبرتهم في إدارة الشأن العام ، فإنهم غالبا ما يشعرون بالتهميش وعدم وجود صوت مسموع لهم في الساحة السياسية.
يمكن أن تكون خيبة الآمل هذه محبطة بالنسبة لهؤلاء الأفراد الذين . يكرسون جهودهم لتحسين البلاد وتعزيز المبادئ الديمقراطية لقد ظلت فكرة إنشاء جماعة سياسية مجذرة في العقلية السودانية منذ الاستقلال عن الحكم الاستعماري حتى يومنا هذا.
لا تعمل المجموعات السياسية كمنصات لخدمة المواطنين السودانيين للتعبير عن آرائهم والدفاع عن حقوقهم والمشاركة في العملية الديمقراطية بهم ومعهم , ولكنها تلعب هذه المجموعات دوًرا حاسمَا في تشكيل المشهد السياسي دون حضور جماهيري والمسالة كلها التدجين والولاء من طريق الترويج للأيديولوجيات والسياسات والحلول المتنوعة لمختلف التحديات التي تواجهها الأمة . إن وجود مجموعات سياسية متعددة بكل حزن لا عكس المشهد السياسي النابض بالحياة من حولنا وطريق الطرح السياسي المعاصر للساسة في كل الدنيا
ألأمر المؤلم هو عدم التزام بالمبادئ الديمقراطية وحرية التعبير بعد حَراك ديسمبر الثوري ، حدثت تطورات مهمة في إنشاء الجماعات السياسية .
وهذا ما شكله الحراك الثوري ونقطة تحول في السياسة السودانية، حيث أدي إلى عزل الإسلاميين ولكنه ومهد الطريق لنظام أكثر قسوة من السابق وجر البلاد إلى مأساة الحرب الدائرة الان وفي أعقاب الثورة ، ظهرت أحزاب ومنظمات سياسية مختلفة تسعى إلى تشكيل مستقبل البلاد. وتراوحت هذه المجموعات بين احزاب السياسية ذات توجة ديمقراطي وجماعات المتطرفة دينية وعرقية بالإضافة لمجموعات شبابية ، وتهدف كل منها إلى المساهمة في المشهد السياسي وتلبية التطلعات التقليدية والمبادرات التي يقودها الشباب التي تم تشكيلها شعارات الثورة وأمنيات الشعب السوداني . يمثل هذا التطور في تشكليات لمجموعات السياسية خطوة حاسمة نحو خلق مجال سياسي متنوع وحقيقي لايخدم الطائفية والآسر صاحبة النفوذ السياسي دون حق أو شعبية وفي الممارسة السياسية أو الاعتراك السياسي
وفي الساحة السياسية بعد الحراك الثوري , هناك اتجاه ملحوظ يدور حول تحقيق المصلحة الذاتية وغياب الاعتراف بالآخر في السياسة السودانية يبدو أن التركيز ينصب في المقام الأول على التطلعات الفردية والانخراط في حوار غير واقعي مع آلأشباح بدل من تعزيز الحُوَار الهادف والتعاون مع المواطنين لتعزيز ثقافة الاختلاف والمشاركة السياسية , إن عدم الاعتراف بالآخر ، التسفيه لوجهات النظر المعارضة والأفكار المختلفة ، يعيق تقدم الأمة ويعوق تطوير البيئة السياسية حقا.
ومن الأهمية بمكان أن تتحول السياسيات الحزبية نحو نهج أكثر جماعية ، والاعتراف بأهمية الأصوات المتنوعة ولاطروحات ذات الاختلاف والتباين لخلق بيئة عمل سياسي طبيعي والعمل على تحقيق أهداف مشتركة من أجل تحسين أوضاع البلاد ومن الضروري أن ندرك التعقيدات السياسة للنخب والمثقفين ، مع الأخذ في الاعتبار السياق التاريخي والتحديات المعاصرة. في حين أن بعض السياسيين قد يظهرون صفات خيالية وطوباوية، فمن الأهمية بمكان التعامل مع هذه المسألة بفهم دقيق بناء رأي عام يخدم التحول الديمقراطي بغض النظر عن وضع البلاد ألان والظروف المتنوعة داخل المشهد السياسي
تعالو نعمل مع الاحلاف المدنية التي قامت من أجل وقف الحرب لتحقيق المراد الاهم الان وبعدها نسعي لتاسيس تحول ديمقراطي حقيقي.