مرتضى الغالي
عساكر الانقلاب والفلول الكذوبين (صدقوا في تعهدهم بتدمير الوطن) ونشر الدماء والخراب .. وكان يوم أمس يوماً من أيام ابتهاجهم الكبير بتدمير كبري شمبات .. يا لهذا النصر المؤزر..! .
احد الصحفيين (أو المتصيحفين) التابعين لهم من (المرتشين المخضرمين) وخدام جناب أمن الإنقاذ القدامى ظهر في لعبة توزيع الأدوار في حملة التضليل الحالية (بعد غيبة) .. كتب يقول عن (واقعة جسر شمبات) في حالة من الفرح الغشيم (علمنا من مصادر عسكرية رسمية أن عملية تدمير كبري شمبات تمت بنجاح لقطع الطريق على قوات الدعم السريع التي تستخدم الكبرى في الإمداد)..! ثم عاد وصمت لأنه علم أن فلول البرهان والكيزان أعلنوا (تملصهم) من العملية .. ولا ندري ماذا صنعوا معه بعد ذلك لأنه كشف حقيقة كذب الفلول..! ومن الواضح أن التعليمات لم تصله في الوقت المناسب ليشارك في حملة الإنكار .. وربما عاقبوه بتقليص حجم (المصاريف) وشدوا على أذنه حتى ينتظر التعليمات في المرّات القادمة…! .
هؤلاء الفلول الذين يهللون بتدمير جسر شمبات ويتوعدون بتدمير بقية الجسور إذا كانوا حقاً منتصرين كما يقولون وإنهم أوشكوا على دحر التمرد ولم يتبق من الميليشيات المتمردة غير (جيوب صغيرة) هاربة .. لماذا لا يقومون بتنظيف مدخل الجسر ومخرجه من المتمردين .. ويكون الجسر كله خالصاً لهم يستخدمونه لمصلحتهم بدلاً من تدميره..! لما لا يقوم الجيش الذي يتحدث الفلول وعساكر البرهان وياسر العطا باسمه باحتلال كبري شمبات بدلا من تدميره..؟! ألا يقولون إن العاصمة كلها أصبحت خالية من التمرد..؟ لماذا إذاً قاموا بتدمير الجسر..؟! .
(صائد الرندير) في القطب الجنوبي وقارة انتاركتيكا يعلم ما قاله وما يقوله عساكر البرهان وما أعلنه الفلول و(نقرو طاره ودلوكته) صباح مساء .. وهم يحرّضون الانقلابيين وكتائبهم للإسراع بتدمير كبري شمبات حتى يقطعوا الطريق على المليشيا التي صنعوها بأيديهم .. فلماذا الآن يكذبون بأنهم لم يقصفوا الكبرى وان المليشيا هي التي قصفته…؟! ولماذا تقصفه المليشيات وهي تحتل مداخله ومخارجه .. وفي وقت يتصايح فيه الفلول بأن مليشيا الدعم السريع تستجلب الدعم وخطوط الإمداد عبره من غرب السودان ومن خارج البلاد..؟! وكم مرّة دعا كبار الفلول إلى تدميره..؟ وكم مرّة توعدوا بتدمير (بقية الجسو)ر…؟! .
ماذا تتوقع من الكيزان والبرهان غير الكذب الذي يتعممون به ويتجلببون منذ أن عرفهم الناس إلى درجة أن أصبح الكذب (مسوحهم وكركارهم) الذي يخرجون به على الناس في كل منعطف وطريق .. وعند كل نازلة وواقعة…؟! .
إنهم يريدون تدمير السودان وكل ما تبقى من بنيته التحتية من أجل تعويق مسار أي حكومة مدنية قادمة .. وقد قالوا ذلك بمختلف اللهجات والتعبيرات وبكل أنواع (الزفارة) التي ينطقون بها .. أما أن نكون في السلطة أو فليحترق السودان بما فيه ومَنْ فيه .. فما هو الجديد عليهم..! .
أيها الفلول وانتم معشر الانقلابيين : هل قمتم بتدمير الجسر لضرورة عسكرية..؟ آم أن مليشيات الدعم السريع هي التي دمّرته حتى تقطع على نفسها قوافل الإمداد..؟! .
هل نزف إليكم التهاني بنجاحكم في تدمير الجسر..؟! لا بد إن هذا من انجازاتكم الكبرى (لإصلاح مسار القترة الانتقالية)..! إنه (انتصاركم الوحيد) طوال هذه الحرب أمام المليشيات التي صنعتموها بأيديكم ولم تحققوا عليها انتصاراً يتيماً واحداً ولو في جزء محدود من شارع مهجور..! لقد ظللتم طوال هذه الحرب اللعينة العبثية محاصرين محجورين و(مجحورين) و(بدروميين – نسبة إلى البدروم) ومدافعين غير مبادرين (طول الخط) .. ولم تقوموا بهجمة واحدة .. وبعد أن اشتركتم مع خصمكم في القتل والفظائع والتدمير .. ذهبتم إلى “منبر جدة” صاغرين .. فقام الفلول بتحريضكم على قصف جسر شمبات باعتبار أن تدميره يمكن أن يكون (ورقة رابحة) تساومون بها في المفاوضات..!! .
بالله هل مرّ عليك أو سمعت بمثل هذا الغباء في كل ما كتبته وصاغته وجسّدته العبقرية الروائية وعوالم الأدب العالمي والحكاوي الشعبية التي تصوّر الأغبياء في أسوأ حالات البلادة والبلاهة وانسداد الدماغ .. من هبنقة القيسى إلى باقل الإيادي .. إلى غباوات أوليفر هاردي .. إلى صورة “العبيط” النمطية في الأفلام الهندية .. إلى اغنياطوس الذي كان يصر على أن يطحن الماء..؟! .
من إخبار الحمقى والمغفلين التي رواها الإمام الجوزي أن احد البلهاء الأغبياء نظر في بئر ضحلة فرأى وجهه .. ومضى إلى أمه وقال لها : في الجُب لص .. فجاءت الأم واطلعت على البئر وقالت : (أي والله .. ومعه فاجرة) .. الله لا كسّبكم..! .