فور إعلان فوز المرشح دونالد ترامب تسابق الفرقاء السودانيون لتهنئة الرئيس الامريكى دونالد ترامب ، والكل راغب بكسب ود الرئيس الامريكى القادم الى البيت الأبيض ، تناول هذا التقرير التوقعات المحتملة .
تقرير: عبد المنعم شيخ ادريس – واشنطن
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تُثار تساؤلات حول كيفية توجيه إدارته للعلاقات مع السودان، خاصة في ضوء سياسة “أميركا أولاً” التي ينتهجها والتي تعهد لناخبيه بتبنيها.
وعلى الرغم من عدم إشارة ترامب إلى السودان خلال حملته الانتخابية الأخيرة، إلا أن تحركاته في فترته الأولى تعطي لمحة عن مساره المحتمل تجاه السودان، معتمداً على توجهات تخدم المصالح الأميركية المباشرة.
سياسة “أميركا أولاً” وتوجهات ترامب الإقليمية
أعلن ترامب في خطاباته مراراً، لا سيما في حملته الانتخابية
وخلال رئاسته الأولى، فإن سياسته تقوم على مبدأ “أميركا أولاً” وتجنب التدخلات الخارجية غير الضرورية. وصرّح بأن “إعادة بناء أميركا تأتي أولاً” ويركز على تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية مباشرة دون تحمل أعباء إضافية . ومن هذا المنطلق، قد تسعى إدارة ترامب المستقبلية للتعاون مع السودان، ولكن ضمن حدود تخدم المصالح الأميركية فقط.
اتفاقيات أبراهام
في إطار “اتفاقيات أبراهام”، شجعت إدارة ترامب السودان في 2020 على التطبيع مع إسرائيل، وهي خطوة استهدفت تعزيز التعاون الإقليمي حسب الرؤية الأمريكية وإبعاد السودان عن المحور الإيراني.
وشملت خطوات التطبيع رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتقديم تسهيلات اقتصادية.و صرح ترامب حينها بأن هذه الاتفاقيات “تغير وجه الشرق الأوسط”، مشيراً إلى دورها في بناء شبكة تعاون إقليمي تشمل السودان وإسرائيل وعدة دول عربية أخرى .
ومن المتوقع أن يعيد ترامب التركيز على هذه الاتفاقيات كوسيلة لتعزيز الاستقرار الإقليمي الذي يخدم المصالح الأميركية. وقد يدعم السودان اقتصادياً، لكنه من المرجح أن يعتمد على الاستثمارات الخاصة أكثر من المساعدات المباشرة في علاقاته الخارجية .
الموقف من النفوذ الصيني والروسي
على الرغم من سياسة “أميركا أولاً”، من الضروري لأميركا، وفق رؤية ترامب، مراقبة النفوذ الصيني والروسي في إفريقيا، بما في ذلك السودان. خلال فترته الأولى، أبدى ترامب اهتماماً بمواجهة التحركات الصينية والروسية حول العالم. يذكر أن روسيا تخطط لبناء قاعدة بحرية في السودان، وهي خطوة تقلق الولايات المتحدة من زيادة النفوذ الروسي في البحر الأحمر.
لكن بدلاً من الانخراط العسكري المباشر، يُتوقع أن يعتمد ترامب على الحلفاء الإقليميين، مثل الإمارات وإسرائيل، لدعم استقرار السودان واحتواء النفوذ الأجنبي، بما يتماشى مع سياسته بالاعتماد على التحالفات الإقليمية لتقليل العبء العسكري على الولايات المتحدة.
الخلاصة
من المرجح أن تكون علاقة إدارة ترامب المستقبلية مع السودان محدودة وتخدم المصالح الأميركية، مع الاعتماد على الاتفاقيات الإقليمية والقطاع الخاص لتحقيق الاستقرار في المنطقة.