قالت اللجنة التمهيدية لنقابة اطباء السودان ان مدينة ود مدني تتعرض منذ الأمس لموجة جديدة من الهجمات، حيث تركز الهجوم بالأمس 15 ديسمبر واليوم على الأحياء الشرقية لحدود المدينة المتاخمة للنيل في أبوحراز وحي الإنقاذ بينما يتوقع أن يكون هجوم الغد أعنف وأكبر من سابقه.
واضافت ان اتساع رقعة الحرب لمدينة ود مدني يضعنا نحن أمام واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في ظل هذه الحرب. وأشار البيان إلى أن المدينة أضحت ملاذًا آمنًا لمرضى أمراض القلب والسرطان والكلى والحالات الطبية المستعصية، تواجه الآن شفا كارثة صحية وإنسانية.
مئات الآلاف من المرضى ممن نزحوا من مختلف ولايات السودان، بما في ذلك جرحى ومصابين الحرب والمرضى بأقسام العناية المركزة، يواجهون الآن مصيراً مجهولاً بسبب نقص الدعم الصحي والموارد الطبية ونزوح الأطباء والكوادر الصحية الى خارج مدينة ود مدني.
وقالت النقابة في بيانها انها تواجه وضعًا حرجًا حيث اصبحت أغلب المستشفيات خاوية وغير قادرة على تقديم الخدمات الطبية اللازمة حيث تم احتلال مستشفى الجزيرة للطوارئ والاصابات و خرج عن الخدمة وأغلق مركز مدني لأمراض وجراحة القلب بعد أن اصبح مباشرة في مرمى نيران الاشتباكات العسكرية و قد تتوقف الخدمة في باقي المستشفيات التخصصية حال تطورت الأوضاع العسكرية و ما يصحب ذلك من انفلات أمني و نزوح من تبقى من الأطباء والكوار الصحية. تزداد ألأمور تعقيدا بإغلاق الصيدليات ونقل الأدوية التجارية خارج ود مدني.
على الصعيد الإنساني، أفاد البيان ان ود مدني تأوي مئات الآلاف من النازحين من الخرطوم الفارين من جحيم الحرب الذين لجأوا إلى مراكز الإيواء بود مدني بعد تفاقم الاشتباكات بالخرطوم.
وقالت هذا الوضع يزيد من تعقيدات الأزمة الإنسانية القائمة فالسودان يشهد حركة واسعة النطاق للنازحين سعيا لمأوى آمن دون توفر الحماية و الدعم الانساني.
ووجهت النقابة في بيانها نداء عاجلاً لإنقاذ أطفال دار الأيتام ( المايقوما) الذين تم ترحيلهم من الخرطوم إلى مدني. هم الآن في مرمى النيران، حيث يوجد 251 طفلاً و91 من الأمهات البديلات العاملات في الدار، جميعهم في وضع خطير ويحتاجون إلى مساعدة فورية.
وجددت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إدانتها المطلقة لاندلاع الحرب في ولايات السودان المتعددة، وتدعو لإيقافها فوراً وحماية المدنيين الأبرياء، فلا طائل منها يوازي ما افتقدته البلاد من أرواح وممتلكات وانهيار كامل لقوام الدولة على رؤوس الشعب وبخاصة على القطاع الصحي بالتدني الكارثي لهامش الخدمات الصحية الذي يحاول السودانيون النجاة من خلاله.