غداة توقيع إعلان سياسي، تصاعدت وتيرة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم، وسط دعوات “مدنية” إلى لقاء قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.
إذ قال رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية “تقدم”، عبدالله حمدوك: “لسنا الدولة الوحيدة التي تتعرض لتجربة حرب، ولكن الشعوب الحية هي التي تحوّل الكوارث إلى فرص لصناعة مستقبل باهر”.
وتابع في بيان نشره عبر موقع “إكس” (تويتر سابقا): “لذلك أجدد اليوم دعوتي إلى قيادة القوات المسلحة للقاء عاجل نتدبر فيه سبل وقف الحرب وإنقاذ بلادنا من التفتت”.
بالتزامن مع ذلك، تصاعدت المعارك، إذ استهدف الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، مناطق تمركز قوات الدعم السريع في مناطق السوق العربي وجبرة والصحافة؛ والأخيرة قريبة من مقر سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.
«إعلان أديس أبابا».. تفاهمات بين قوى مدنية وحميدتي لإنهاء حرب السودان
وفي الأحياء الجنوبية الشرقية، قصف الجيش الدعم السريع في مناطق أركويت والطائف والمجاهدين، وفق تقارير صحفية محلية.
في المقابل، استهدفت قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة محيط مقر قيادة الجيش وسلاح الإشارة.
يأتي هذا التصعيد غداة توقيع قوات الدعم السريع وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بالسودان، إعلان “أديس أبابا” للعمل على وقف الحرب في البلاد.
هذا التوقيع توج اجتماعات استمرت يومين بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، في إطار جهود إنهاء الحرب المستمرة بين الجيش و”الدعم السريع” منذ أبريل/نيسان الماضي.
ويشمل الإعلان -الذي وقعه رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، من جانب القوى المدنية، فيما وقَّعه الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، عن قوات الدعم السريع- قضايا من بينها: “وقف الأعمال العدائية، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإنهاء الحرب وتأسيس الدولة”، بحسب بيان تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية.
وأشارت تنسيقية القوى المدنية إلى أن “طرفي الإعلان عقدا العزم على إنهاء الحرب”، وأن “قوات الدعم السريع أبدت استعدادها التام لوقف الأعمال العدائية بشكل فوري غير مشروط عبر تفاوض مباشر مع الجيش”.
وكبادرة حسنة النية، تعهدت قوات الدعم السريع بـ”إطلاق سراح 451 أسيرا، وفتح ممرات آمنة للمدنيين في مناطق سيطرتها”، بحسب الإعلان.
كما نص الإعلان على “تشكيل لجنة مشتركة لإنهاء الحرب وإحلال سلام مستدام، ولجنة وطنية مستقلة لرصد كل الانتهاكات في البلاد، وتحديد المسؤولين عن ارتكابها”.
وأكد الإعلان أنه تم “الاتفاق على القيادة المدنية للعملية السياسية، مع الالتزام بمشاركة واسعة لكل الأطياف لا تستثني إلا المؤتمر الوطني (حزب الرئيس السابق عمر البشير) والحركة الإسلامية السياسية وواجهاتها”، في إشارة لكل روافد الإخوان الإرهابية.
وخلفت الحرب المستعرة في السودان منذ أبريل/نيسان الماضي أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.