sudanjem – ٢١ يونيو ٢٠٢٥م : في خطوة دبلوماسية جديدة تهدف إلى وقف نزيف الحرب في السودان، التقى وفد من تحالف القوى المدنية (صمود) بقيادة رئيس الوزراء السوداني الأسبق الدكتور عبد الله حمدوك، بالرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، في القصر الرئاسي بالعاصمة بريتوريا، الجمعة، لبحث سبل إنهاء الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.
وضم الوفد السوداني شخصيات بارزة، أبرزها ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، وبابكر فيصل رئيس التجمع الاتحادي، وعمر مانيس وزير شؤون مجلس الوزراء السابق، وبكري الجاك الناطق الرسمي باسم التحالف. كما شارك في اللقاء من الجانب الجنوب أفريقي وزير الخارجية رونالد لامولا، وفريق من مستشاري الرئيس.
مباحثات لوقف الحرب وحماية المدنيين
وفي تصريح خاص من بريتوريا لموقع سودان تربيون، قال ياسر عرمان إن النقاشات مع الرئيس رامافوزا تناولت وقف الحرب، حماية المدنيين، والتوصل إلى اتفاق إنساني يمهد الطريق لإعادة بناء السودان وإنهاء سلسلة النزاعات التي دامت لعقود.
وأكد عرمان أن الطرفين ناقشا دور جنوب أفريقيا المحوري، بوصفها قوة إقليمية ذات ثقل داخل مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، في تعبئة الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب.
وأوضح أن وفد “صمود” شدد على أن الحرب الجارية تهدف إلى تصفية مكتسبات ثورة ديسمبر وقطع الطريق على التحول الديمقراطي الذي ناضل من أجله الشعب السوداني.
رامافوزا: لا نرتاح دون معالجة مأساة السودان
من جانبه، عبّر الرئيس سيريل رامافوزا عن حزنه العميق تجاه ما يمر به السودان، قائلاً: “نشعر أن هناك شيئاً ناقصاً في دورنا الدولي دون معالجة مأساة السودان”. وأضاف: “البحث عن السلام هو جزء من الحمض النووي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وشعب جنوب أفريقيا”.
واستحضر رامافوزا العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيداً بموقف السودان الداعم لنضال شعب جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري، حين منح الزعيم نيلسون مانديلا جواز سفر سودانيًا في الستينيات.
وأكد الرئيس الجنوب أفريقي التزام بلاده الكامل بدعم مسار السلام، مشيراً إلى وجود اتصالات مباشرة مع أطراف النزاع، وإلى أن حكومته سترفع مستوى اهتمامها لتحقيق السلام في السودان وجنوب السودان.
إعادة الإعمار وتحذيرات من التدخلات الخارجية
وأشار رامافوزا إلى أن الحل لا يكمن فقط في وقف إطلاق النار، بل يجب أن يتزامن مع تعبئة الموارد لإعادة إعمار السودان، مبدياً انزعاجه الشديد من حجم الدمار الذي طال مقدرات الدولة.
كما حذّر من التدخلات الخارجية التي تؤجج النزاع، مؤكدًا أن جنوب أفريقيا ستسعى للتعامل مع هذه التحديات بشكل جاد ضمن الأطر القارية والدولية.
تحركات دبلوماسية مرتقبة
ويأتي هذا اللقاء في وقت تتزايد فيه التحركات الدبلوماسية لتحالف “صمود”، ومن المقرر أن يواصل الوفد لقاءاته في جنوب أفريقيا، لبحث مزيد من الدعم مع قادة الحزب الحاكم وممثلي الجالية السودانية المناهضة للحرب.
ويُشار إلى أن رامافوزا كان القائد الأفريقي الوحيد الذي تمت دعوته مؤخرًا إلى قمة مجموعة السبع G7 التي عُقدت في كندا، ما يعكس المكانة الدولية المتقدمة التي تتمتع بها جنوب أفريقيا، والتي يأمل السودانيون في أن تُوظف لصالح السلام والاستقرار.