المشروع القادم أكبر من أن يفشل بدعاية إعلامية من الكيزان الذين حكموا السودان خمسة وثلاثين عاماً. المشروع القادم ليس ملكاً لأحد؛ بل هو مشروع كل السودانيين، هو مشروع الجمهورية الثانية، هو مشروع أهل التقدم، هو مشروع ثوار ديسمبر المجيدة، هو مشروع كل المهمشين من أقصى شمال السودان حتى أقصى غربه. إنه مشروع الانفكاك من قبضة الذين لا يؤمنون بالمساواة، ولا بقيم الحرية، والمواطنة المتساوية، وحكم الشعب.
لا أعتقد بأن الأمور ستسير على نهج السكوت وعدم الفعل السياسي الثوري الحاسم والداعم لثورة الشباب، فقد وصلت هذه الحرب إلى مرحلة حاسمة، ولم تعد المواقف الرمادية تناسب حجم الأزمة الوطنية. الشعب السوداني الآن في مرحلة “يكون أو لا يكون”. إن موقف “لا للحرب” موقف أخلاقي، ووطني، ونبيل، ولكن ماذا بعد إذا رفضت الأطراف وقف الحرب؟
تحالف القوى المدنية وكتلة السلام يمثلان غالبية أهل السودان؛ وعليهم أن يكونوا الطرف المدني الثالث الراجح وذو اليد الطولى في حسم هذه الحرب الكارثية. إن دوام هذا الحال محال، فلا يمكن لأي إنسان عاقل وسوي أن يطيقه. لا تزال فرص الحل مواتية ومتوفرة، وما نحتاجه هو القليل من الجرأة وإعلاء مصالح البلاد ومواطنيها، الذين يهيمون على وجوههم، بدلاً من أن يكونوا معززين مكرمين في بلادهم، مثل بقية شعوب العالم.