تمر علينا اليوم الذكرى الستون لثورة أكتوبر الظافرة التي انطلقت في عام 1964، شعارات ترددها القلوب ضد نظام إبراهيم عبود الذي استلم السلطة في عام 1958 عبر انقلاب عسكري، وحكم البلاد من خلال المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان في يده كافة السلطات. من جانب آخر، كانت الحرب في الجنوب في أوجها، واتبع النظام آنذاك الحل العسكري للأزمة الوطنية.
ثار شعبنا سلمياً في هذا اليوم ضد الطغيان وحكم الفرد، منادياً بالحرية والسلام والديمقراطية وحكم الشعب، وقد نال ما أراد، ولكن ظلت المؤسسية العسكرية بالمرصاد لتقويض أي مشروع سياسي.
رغم مرور ستين عاماً على ثورة الشعب السوداني، إلا أن ذات المطالب وذات القضايا ما زالت حاضرة. نحيي هذه الذكرى العطرة لنؤكد أن هذا الجيل متمسك بالحرية والديمقراطية ولن يحيد عنهما مهما كان الثمن غالياً، وسيظل مصراً على العيش عزيزاً كريماً في وطنه، وتكون السيادة للشعب. يصر هذا الجيل على مواصلة ذات المسير وسلوك ذات الدرب.
تظل ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة عنواناً بارزاً وتاريخاً شامخاً يعبر عن حب السودانيين للحرية والكرامة ورفض الضيم والقهر والظلم مهما كان مصدره. إن كل طاغوت وجبروت، مهما طال الزمن، هو زائل وذاهب إلى مصيره المحتوم . فليحيا الشعب وتحيا الثورة.