إن شعب السودان الذي قُهر، وعُذِّب، ومُرِّغت كرامته بين شعوب العالم، والشعب السوداني الذي يُقتل بالطيران والمدافع، والشعب السوداني الذي تُقتل نساؤه وأطفاله، وهم لا يعرفون لماذا قُتلوا.
قادة جيش الفلول يتوعدون الشعب السوداني بالويل والثبور وعظائم العقاب. إنهم بأفعالهم وسلوكهم هذا يدفعون في اتجاه تصعيد العنف وتوسعة رقعته وإدخال عناصر أخرى في دائرة الحرب. إن الإمعان في العنف والقتل لا ينتج إلا مزيداً من العنف المعاكس، وعندئذٍ على الباغي تدور الدوائر.
إن هذه الحرب التي تسعى القوى المدنية لإيقافها فوراً، والرجوع إلى صوت العقل وحقن دماء الشعب السوداني والأطراف المتحاربة، لعل هذا الصوت إذا لم يتم الاستجابة له، سوف تأتي ساعة يبحثون فيها عنه ولن يجدوه. عندئذٍ، يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.