القوى السياسية والمدنية وحركات الكفاح المسلح المؤمنة بوقف الحرب، وحماية المدنيين، ومنع عودة نظام المجرم عمر البشير وأعوانه من القتلة والمطلوبين للمحكمة الجنائية، أن يستعدوا للانتقال من مرحلة وصف الأحداث إلى مرحلة صنع الأحداث، ومن مرحلة الإدانة وشجب الانتهاكات التي تقع على المدنيين إلى مرحلة الأخذ بأسباب الحماية على الأرض، وتحمل التبعات، والتضحية في سبيل ذلك، ومن مرحلة الاستجداء والسؤال إلى مرحلة القوة واليد العليا، ومن مرحلة الشكوى إلى مرحلة إضاءة الشموع للآخرين لكي يسيروا نحو المستقبل، ومن مرحلة التحسر والندامة وضرب كف بكف إلى مرحلة الأخذ بأسباب التغيير المتوفرة في أيدينا وبالقوة التي نمتلكها.
ومن مرحلة رصد الأحداث وتصويرها إلى مرحلة صناعتها وتوجيهها وتغييرها لمصلحة الشعب، ومن مرحلة مطالبة البرهان بوقف الحرب إلى مرحلة أن نكون نحن من يوقف الحرب بقوتنا وعزيمتنا، وقوة الشعب السوداني الهادر والراغب في وقف هذه المحرقة. فلنستعد لنصنع التاريخ، ولا نترك التاريخ يصنعنا ويذهب بنا إلى أي مكان شاء وقدر شاء. لا ولن نترك السودانيين يعيشون خارج وطنهم، ولا نترك أبناءنا وبناتنا يعيشون باقي أعمارهم في بلدان الآخرين لاجئين أعطوهم أو منعوهم.
لم يترك لنا شورى المؤتمر الوطني الذي انعقد مؤخراً في مدينة عطبرة، وفيه نُصب المجرم أحمد هارون رئيساً له، وأحاديث البرهان الأخيرة حول قراره الخاسر بأن يواصل الحرب حتى ينتصر على الدعم السريع، وجاءت ثالثة الأثافي فيتو الروس الذي أوصد وأغلق أي تحرك أو قرار أممي من المنظومة الدولية يصدر في سبيل وقف الحرب وحماية المدنيين، سوى طريق واحد، وهو استعادة الشرعية و ليأخذ الشعب القرار بنفسه، ليدير بلده، ويقود معركة وقف الحرب ضد عصابة المؤتمر الوطني والفلول، وبقايا الجيش التابع له، والكتائب الإرهابية، وبقية المليشيات الجديدة. إن النصر لآتٍ بحول الله وقادم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون. الشعب يعلو ولا يُعلى عليه، فلتستعد قوى الثورة لاسترداد ثورتهم وشرعيتهم.