داخل ميادين القتال يتم تحديد النيران الصديقة والمعادية بناءا علي إتجاه فوهة البندقية، بينما يتم تجميد الحسابات الاخلاقية والقانونية مؤقتا .
* هل سلَّم (كيكل) نفسه أم انضم الي الجيش بحيث ينتج او يترتب عن انشقاقه وانضمامه تغيير في ميدان المعركة بالقدر الذي حدث عند انضمامه الي الدعم السريع و احتلال الجزيرة ؟!
* اذا انضم (كيكل) الي الجيش بنفسه وحراسه الشخصيين فقط، يكون هذا استسلاما وليس انشقاقاً ولن يكون له تأثير على موازين القوة، اما اذا إنضم الي الجيش بجنوده فلا شك انه يُشكِّل اضافة للجيش، بغض النظر عن العفو عنه أو معاقبته!
* ولكن، لا فرق بين كيكل وجبربل ومناوي، حاربوا ضدا الجيش ثم انضموا اليه وتقلدوا اعلي المناصب ( وفي النهاية كل شئ في السودان مثل نزاعات الاطفال، تبدأ وتنتهي دون ان تنتج عنها عداوات دائمة ودون أن تطالهم يد القانون).
* اعتقد ان (كيكل) لم يكن قائداً حقيقياً لقوات الدعم السريع في الجزيرة، بل كان مجرد ضيف علي كابينة القيادة، بدليل ان جنود الدعم السريع في الجزيرة تتبعوا أثره ليس بغرض مجاراته ومساندته في الانشقاق، و لكن بغرض القبض عليه والتخلص منه!
* بناءا علي الحسابات المذكورة اعلاه لوعاد حمدوك او عمر الدقير أو خالد سلك، فإن نفس المجموعة التي صفقت واحتفلت بكيكل سترجمهم بالحجارة مع الشتائم واتهامات العمالة والخيانة .
* ورغم انه من غير المرجح ان يعود (حميدتي)، ولكنه لو عاد وأعلن أنضمامه للجيش او إتفق مع الجيش بناءا علي مساعٍ داخلية او خارجية، سيتم الاحتفال به وإفساح المجال له لتقلد مناصب عليا في البلاد، وستبقي (قحت) وحدها عدوا للبلاد وخائنا وعميلا .
* للأسف لا يزال السودان محكوماً بعقلية شيوخ القبائل في العصور الوسطي، بينما يتدهور كيان الدولة بشكل مستمر، وهذه بيئة كرَّسها واعد لها الكيزان خلال ثلاثين عاما من حكمهم.
الساحة السياسية في السودان اصبحت مثل طاولة مساطيل تُرهق العقول من شدة الدهشة، الدساتير والقوانين ليس لها أي دور في تنظيم حياة الناس وتقييم المواقف، والقيم الاخلاقية تتشكل حسسب اتجاهات الريح .
* دولة بهذه الهشاشة و العشوائية وعدم التنظيم من الصعب أن تجد مثيلها في التاريخ الحديث، الاوضاع مقلوبة رأسا على عقب، الاقل وضعا ومشورة في شئون الوطن هم المتعلمون والمثقفون، والاعلي صوتا واكثر حظا في ولاية الامر وتسيد الدولة هم الاكثر جهلا ونفاقا وطمسا لحقوق الشعب وتقديسا لحقوق الطغمة المنفردة بالوطن .
* في الظروف الحالية يصعب تسيير الدولة وبناؤها علي أسس علمية وقانونية واخلاقية، خاصةً أن الجرائم أصبحت محررة من اي قيود اخلاقية وقانونية. ما لم نصعد بذات السلالم التي صعد بها الآخرون سنظل نتخبط ونتعارك علي الارض بلا جدوي!
* كان ذلك ما كتبه مشكرا الأستاذ (محمد حمزة محمد طاهر) تعقيبا على إنضمام (كيكل) للجيش رغم الجرائم والاهوال التي إرتكبها، والتي يستحق عليها الشنق والصلب في ميدان عام وليس الاحتفال والاحتفاء به.