* يظن البرهان إنه يخدع أمريكا ومخابراتها بأكاذيبه وألاعيبه بدون أن يعلم أن أمريكا تستطيع أن تضع أي رئيس (أو من يدعي إنه رئيس) في جيب الساعة وتلعب به كما تريد، وتقرأ أفكاره الغبية قبل أن تخرج منه، وتعرف مسبقا ردود أفعاله على الأحداث والأفعال والأقوال، وهي تفعل ذلك منذ زمن بعيد قبل التقدم التكنولوجي الهائل الذي وصل فيه الحال إلى اختراق كل شئ، من جهاز الموبايل إلى فرشة الأسنان .. ولعلك رأيت وسمعت ما حدث مؤخرا في لبنان!
* ولكى يفهم البرهان حديثي، أنصحه بقراءة كتاب (لعبة الأمم) الذي كتبه ضابط المخابرات الأمريكي الأكثر شهرة في العالم (مايلز كوبلاند) ونشره في لندن عام 1969 (قبل أكثر من نصف قرن) وشرح فيه كيف تتعامل أمريكا مع رؤساء الدول والساسة أو الذين يظنون أنهم رؤساء أو ساسة مثل الحالم البرهان!
* الكتاب هو الأكثر طباعة ومبيعاً في العالم بكل اللغات، بما فيهم اللغة العربية، ويوجد في الإنترنت بكل اللغات، وكُتبت عنه ملايين المقالات والتحليلات والتعليقات بكل لغات العالم، وهو موجود أيضا كتسجيل صوتي باللغة العربية وكل لغات العالم الأخرى الحية والميتة مثل ميتة ضمير الحالم البرهان!
* أقول لك كل ذلك يا برهان حتى تفهم أن أمريكا التي تحاول خداعها بالأكاذيب الغبية والكمات المعسولة، تعرف عنك كل شئ، وماذا تفعل وأين تنام وماذا يهيئ لك عقلك المخبول وماذا تقول، فبالله عليك لا تحاول اللعب معها وتظن أنك تستطيع خداعها!.
* دعك من أمريكا ومخابراتها واستخباراتها، فإن أبسط الناس يعرفون أنك كاذب ومخادع، ولا تملك من أمرك شيئا لأنك مجرد ألعوبة في يد تجار الدين، يحركونك كما يشاؤون ويملون عليك ما يريدون قوله أو فعله!
* إليك معلومة صغيرة جدا، وهي أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) لديها نماذج بشرية لكل الرؤساء في العالم (بغض النظر عن شرعيتهم) ــ حسب كتاب (لعبة الأمم) ــ ربما تكون قد إستبدلتهم الآن بنماذج إلكترونية (روبوتات) تُصنع هذه النماذج بدقة فائقة ويتم تغذيتها بكل التفاصيل المطلوبة (بما فيها الصغيرة جدا) لشخصية الرئيس أو الشخص المستهدف، حتى يصبح النموذج نسخة طبق الأصل .. يأكل وينام ويصحى ويتكلم ويفكر ويفعل ويقول و(يتغوط) كالأصل تماما. مايلز كوبلاند كان يجسد دور الرئيس المصري (جمال عبدالناصر)، وعندما رفضت أمريكا وبريطانيا الطلب المصري بتمويل بناء السد العالي في عام 1956، سُئل كوبلاند بواسطة قادته في جهاز المخابرات عن رد فعل الرئيس عبد الناصر تجاه هذا الرفض، فأجاب: “تأميم قناة السويس”، وبعد فترة وجيزة جدا أمم عبد الناصر قناة السويس في خطاب جماهيري، ولم يعلم به إلا بضعة أشخاص فقط من المهندسين والفنيين العاملين في القناة، حتى أعضاء مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء لم يعلموا بالقرار إلا قبل ساعات فقط من إعلانه، مما أثار غضب أخلص أصدقائه ونائبه وقتذاك عبد الحكيم عامر وإعترض عليه بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة.
* يصف كوبلاند السياسة الدولية في كتابه بأنها “مسرحُ دُمى يعتقدها الجمهور حقيقةً” ، ويقول: “من السذاجة بمكان أن يُفسَّر أيُ تصريح رسمي حول السياسة الخارجية بحُسن نيَّة، لأن المناورة شرط أساسي لأيِّ زعيم في اللعبة، فهو يُظهر ما لا يُبطن، ويقول شيئًا وهو يعني به شيئًا آخر” .. جاء ذلك في كتاب (لعبة الامم) قبل خمسة وخمسين عاما، ويظن البرهان اليوم بعد مرور كل هذه السنوات الطويلة والتقدم التكنولوجي الهائل إنه يمكن أن يخدع الأمريكان بكلمات ساذجة، ربما يكونوا هم الذين وضعوها على فمه، أو أوحوا له بقولها بدون أن يعلم بذلك، لتحقيق هدف ما في المستقبل لا يعرفه أحد سواهم أو موعد التنفيذ، ولا شك أنهم يخترقونه بأكثر الوسائل تخلفا لديهم، ويعرفون كل أسراره وأدق تفاصيله، وما يأكله وما يشربه، ومن ينام معه ..إلخ!.
* جاء في بيان للبرهان ردًا على بيان الرئيس الأمريكي عن الحرب في السودان “إن الحكومة السودانية على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين للتوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة الشعب ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة”.
* أي حل سلمي وديمقراطية تتحدث عنهما أيها الكاذب، ولقد إنقلبت على الديمقراطية، ورفضت المفاوضات التي توقف الحرب والمعاناة عشرات المرات، تنفيذا لأوامر سادتك الذين يريدون العودة للسلطة من الباب الخلفي (باب الحرب) كما قال المبعوث الأمريكي (توم برييلو) عدة مرات من قبل؟!.
* هل تعتقد أن أمريكا ونحن لا نعلم أنك تهذي بكل هذه الأكاذيب والكلام المعسول، وتنتحل شخصية الإنسان البرئ الساعي للسلم والديمقراطية، لأنك تستعد لارتداء البدلة وربطة العنق والسفر لأمريكا متقمصا دور الرئيس لحضور إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتظن أنك ستقابل بعض المسؤولين الأمريكان؟!.
* وحتى لو كنا أغبياء، فلقد كشفت كذبك وغباءك بنفسك عندما ذكرت في البيان أنك تتطلع لتعميق المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين خلال مشاركتك المقبلة (في الجزء الرفيع المستوى) للجمعية العامة للأم المتحدة!.
* أي مستوى رفيع وأنت تشارك فيه، وأي مسؤولين أمريكيين ستقابلهم في سفرك، أم تظن أنك رئيس بالفعل وأن واشنطن ستستقبلك بالأحضان والسلام الوطني، وإن كنت لا تعلم فإن أقصى مساحة ستسمح لك تأشيرة الدخول لأمريكا بالتحرك فيها هي ولاية نيويورك، ولن تعتب خطوة واحدة وراءها، والله لا أدري لماذا ترهق أمريكا نفسها وتضيع وقتها وتبدد أموال دافعي الضرائب في مراقبة واختراق الموهومين العباقرة أولاد الحلمانين مثلك!