ادم إسماعيل يعقوب
عندما خرج الضابط السابق سليمان صندل من معتقالات نظام البشير بعد اتهامه بمحاولة انقلابية مع اخرين لم يهرب للخارج او يقدم لجوءاً سياسيا طلبًا للحماية، بل ذهب الي ميادين القتال في دارفور و التحق بالشهيد الراحل الدكتور خليل إبراهيم، عليه رحمة الله، و كان قائداً عاما لقوات الحركة و قاد مع الشهيد خليل عملية الذراع الطويل في الخرطوم. و قاد عدد من المعارك التي عززت من دور المقاومة المسلحة ضد نظام الإسلاميين في السودان، و هو مثالاً للقادة الذين يقفون في الصفوف الأمامية بجانب جنوده، مما اكسبه احترام و ولاء رجاله، و ثقة زملائه.
عندما خرج الضابط السابق سليمان صندل من معتقالات نظام البشير بعد اتهامه بمحاولة انقلابية مع اخرين لم يهرب للخارج او يقدم لجوءاً سياسيا طلبًا للحماية، بل ذهب الي ميادين القتال في دارفور و التحق بالشهيد الراحل الدكتور خليل إبراهيم، عليه رحمة الله، و كان قائداً عاما لقوات الحركة و قاد مع الشهيد خليل عملية الذراع الطويل في الخرطوم. و قاد عدد من المعارك التي عززت من دور المقاومة المسلحة ضد نظام الإسلاميين في السودان، و هو مثالاً للقادة الذين يقفون في الصفوف الأمامية بجانب جنوده، مما اكسبه احترام و ولاء رجاله، و ثقة زملائه.
إن شجاعه الرجل لم تقتصر فقط على القتال في الميدان، بل كانت تظهر في اتخاذ قرارات صعبة خلال الأوقات الحرجة، والتي غالبًا ما تكون ضرورية للحفاظ على سلامة قواته وتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تصب في مصلحة الحركة و المقاومة المسلحة.
إلى جانب مهارته العسكرية، يُعرف صندل أيضًا بكونه قائدًا سياسيًا لديه رؤية واضحة لما يجب أن يكون عليه مستقبل السودان. من خلال مشاركاته السياسية وآراءه الجريئة ، في الدفاع عن حقوق شعبه بقوة، ودعا إلى تحقيق العدالة والسلام والاستقرار في كل أنحاء البلاد منذ دخوله معركة مقاومة نظام الإنقاذ سياسيا و عسكرياً.
و هو يعبّر بشكل واضح وقوي، مما يجعله ليس فقط قائداً عسكرياً، بل أيضاً قائداً فكرياً يستطيع الوصول إلى عقول الناس عبر كلماته الواضحة دون تغبيش او تلاعب بالكلمات او المصطلحات.
في الوقت الذي يعبر فيه الرجل عن آراءه بشجاعه منذ حرب ١٥ أبريل، و دعوة الواضحة الي إسكات أصوات البنادق و الذهاب الي طاولة التفاوض؛ اختار البعض ممن تنقصهم الشجاعة صفحات مستعارة و يقبعون خلف الشاشات و يرمون بالشتائم، دون مواجهة حقيقة تعتمد علي الحجة و المنطق، هذه المواقف تعبر عن الجبن، خصوصًا عندما تكون الكتابة مجرد وسيلة للهجوم الشخصي دون أن يكون هناك أسانيد تعتمد عليها.
فرؤية الواضحة مما نطلع علي ما ينشُره؛ هو ان مستقبل السودان يجب أن يبنى على أسس السلام والعدالة والتنمية المتوازنة. وهو يدعو دائمًا إلى الحوار الشامل كوسيلة لوقف الحرب و تحقيق الأهداف و الطموحات السياسية عبر الطرق السلمية مع التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة البلاد وتجنب الانقسامات التي قد تجرها إلى مستنقع يصعب الخروج منه. و هو رأي يحسب له؛ إلا من كان يري في ذلك تهديدا لمكاسبه السياسية و الاقتصادية و ان الحرب اصبحت توفر له لقمة عيش ان توقفت ربما لا يجد ما توفر له قفة الملاح.
ربما يسأل صاحب رأي عن ما يطرح الرجل فكثر من يعلقون و يشتمون علي ما يكتب دون حتي ان يقرأ ما كتبه؛ و اكثر تلك الاطروحات المهمة؛ هو انه قدم طرح الجمهورية الثانية الذي تبناه صندل و دعا له كمخرج لتأسيس الدولة و اخراجها من براثن الحروب و التهميش، و هو وضع السلطة في يد الشعب و ان تبدأ من كل قرية او فريق الي المدن و الولاية و الاقليم ثم المركز، و ليس العكس ، و الذي كرث لسياسة الاستبداد و التسلط.
يظل سليمان صندل حقار مثالاً للقائد الذي يجمع بين القوة العسكرية والشجاعة السياسية. شخصيته تجمع بين القدرة على القيادة في أصعب الظروف والمواقف، وبين الدفاع عن المبادئ والقيم التي يؤمن بها. مثل هؤلاء القادة هم من يصنعون التاريخ، ليس فقط بما يفعلونه في ساحات المعارك، بل بما يتركونه من أثر فكري وسياسي على الأجيال القادمة.
و الخائبون الخاسرون ينتظرون و يترصدون كتاباته حتي يوجّهوا عطالة مواقع التواصل الاجتماعي و ذبابة حتي يشتموا و يسوءُ، و لكن يظلوا في ردة الفعل، و الرجال في الفعل.
*آدم إسماعيل يعقوب*
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤