شكا مواطنون بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور من آثار تلوث مياه الشرب بالمدينة بسبب غياب المؤسسات المعنية بتنقية المياه، وتردي الوضع البيئي في اعقاب المعارك الدامية التي شهدتها مدينة نيالا في الفترة من ابريل الى اكتوبر الماضي.
وأشارت تقارير غير رسمية الى ان الحرب بين الجيش والدعم السريع بمدينة نيالا التي استمرت لمدة 6 أشهر خلفت أكثر من ألفي قتيل من المدنيين وطرفي القتال، في وقت كان يتعذر فيه اجلاء الجثث في منطقة وسط المدينة القريبة من وادي برلي مصدر المياه الرئيسي بالمدينة طيلة فترة المعارك.
وقال المواطن بدر الدين عبد الله لراديو دبنقا انهم الآن في نيالا لا يجدون مياه شرب نقية، وذكر ان جمعية الهلال الأحمر اجتهدت لتوزيع الكلور على اصحاب الفناطيس الذين ينقلون المياه الى الأحياء، لكنهم في الغالب لا يلتزمون بوضعه في الفناطيس.
بينما قال المواطن محمد اسحق احمد يسكن حي شرق الفنية جنوبي المدينة انهم الآن مضطرين لشرب المياه رغم انهم يدرون بأنها غير نقية، وأضاف: نحن مضطرين نشرب المياه الملوثة ولولاها لهلكنا بالعطش”
وذكرت مواطنة انها تغلي المياه قبل شربها ولاحظت ان هناك ترسبات في الأواني، وأضافت: بعد الغليان ايضاً نصاب بآلام في المعدة وغيرها من الامراض المرتبطة بتلوث المياه.
في الاثناء عزت مسئولة سلامة المياه بجمعية الهلال الأحمر السوداني سلمى آدم احمد تلوث المياه بالمدينة الى انعدام آليات تنقية المياه والمؤسسات المعنية بعمليات التنقية، في ظل حالة تلوث كبيرة بالمدينة وانتشار الجثث بالقرب من مصادر المياه في فترة المعارك بين الجيش والدعم السريع خاصة انها كانت في فترة الخريف اضافة الى تراكم الاوساخ التي تجرفها المياه الى الوادي.
وطالبت سلمى عبر راديو دبنقا مواطني المدينة بعدم استخدام مياه الشرب قبل التأكد من كلورتها
من جانبه قال منسق الصحة بجمعية الهلال الأحمر السوداني السنوسي محمد السنوسي لراديو دبنقا ان الهلال الأحمر بدأ مشروع كلورة المياه منذ فترة، لكنهم واجهوا جملة من التحديات تتمثل في عدم التزام اصحاب الفناطيس باستخدام الكلور، بجانب ان المواطنين أنفسهم يرفضون المياه التي تظهر فيها رائحة الكلور، اضافة إلى ان أصحاب التناكر الكبيرة يعتقدون ان الكلور يسبب تآكل الحديد لذلك يرفضون استخدامه.
وأشار الى ان تلوث مياه الشرب بالمدينة بدأت آثاره تظهر من خلال امراض المعدة والتايفويت والكلى والمسالك البولية وغيرها من الأمراض.