أطياف
الصراع الثلاثي!!
طيف أول :
فقه الضياع لاينص على نظرية أن تتوه، أو أن تفقد طريق العودة إلي ذاتك
الضياع أن تقع في زحام ليس به إلاَّ أنت
وضياع الحرب يبدو أن متاهته لاتنتهي إلا بشتات ليفسح مساحة للسلام!!
وتتلاشى الدوافع الوطنية الكذوبة التي تحدثت عنها الأطراف العسكرية المشاركة في المعارك إنها تخوض الحرب بجانب الجيش بإسم العقيدة الوطنية الصادقة وبدأ صراع البقاء وسباق السلطة و ( وتكويش) الثروة وحب الظهور لسيادة الميدان
مما يعني أن أرض الحرب تحولت الي ( شلليات) تصارع وتناكف بعضها على أكوام الرماد الذي خلفته بعد أن جرفت آلات حرثها دمارا ومشت على ظهر المواطن
و كما ذكرنا أن هذه الحرب بدأت بكذبة ، ستنتهي ايضا بكذبة..
كذبوا ليبرروا طلقتها الأولى ونيرانها ودمارها وقتلها تشريدها وسيحتاجون لكذبات أخرى ليبرروا إستمرارها وحتى عندما يقرروا وقفها ستكون هناك كذبة على المواطن البسيط تعلل له عدم تمكنهم من الحسم وخيارهم للتفاوض بعد أن تنتهي عملية النهب الجارية لثروات البلاد
والميدان يحدث فيه تشاكس ومواجهة صامتة لأكثر من شهر بسبب الرغبة في سلطة الأمر الواقع ، الكل يرى بعد تعيين وزيري الأعلام والخارجية انه يستحق أن يحص على مكافأة فالمتملقون والمزيفون دائما مايرهنون مواقفهم بالدفاع عن الوطن او الفكرة بالمناصب وتوزيع الحصص الوزارية او المنح والهبات!!
فتعينات الفريق البرهان الأخيرة اشعلت نيران حب السلطة وفتحت الباب من جديد للمؤامرات التي تحاك وسط اصوات الدانات وأزيز الطائرات وأشلاء الموتى
فالصراع الثلاثي الآن قد ينبئ بدك وتشتيت أوراق ميدان الحرب ، ولم يكن حديث مني أركو مناوي أمس الذي همز ولمز به للكباشي حديثا عابرا لكنه اخراج هواء ساخن لكبت داخلي يترجم حالة الغليان التي يعيشها الميدان الآن ويكشف أن مناوي على عتبة المغادرة تنقصه فقط مثل هذه التلويحة للوداع
وصراع كرسي المقدمة بين كتائب جهاز الأمن والبراء والقوات المشتركة بالإضافة الي عناصر القوات المسلحة التي لاتوافق كتائب جهاز الأمن فيما تذهب اليه
فالبراء التي أفل نجمها هذه الأيام ترى أن المشتركة سرقت منها بريق الميدان ولأنها حرب ( اللايف) وعناصر جهاز الأمن يزعجها أن المشتركة اصبحت تسيطر على منصات السوشيال وباتت الأيادي تصفق ( مشتركة فوق) وكتائب الإسلاميين يميتها ذلك غيظا لأنها تعتقد أنها قدمت مئات العناصر وخاضت أشرس المعارك بينما المشتركة ترى أن لولاها لسقطت مدن أخرى اولها الفاشر
كما تزعج رغبة جبريل ومناوي في السلطة الكتائب الإسلامية وقياداتها، أن كيف لها ان تشعل حربا لأجل العودة للسلطة وتأتي الحركات وتراودها رغبة السيطرة على الحكم وتطالب بحصتها من الثروة
لذلك كان هدف الإيقاع بين المشتركة والقوات المسلحة ولازال هو هدف جهاز الأمن وبعض القيادات الكيزانية التي تدعم خط التفاوض مع الدعم السريع ( التفاوض العكسي) الذي يعيدهم والدعم السريع للسلطة
وصدق او لاتصدق عزيزي قارئ الحروف أن ثمة مجموعة كيزانية ( معتبرة) تريد سقوط الفاشر على يد الدعم السريع نكاية بالمشتركة التي تقع عليها مسئولية تأمين الفاشر ، فالقوات المسلحة ترى أن المشتركة لها الفضل في حماية الفاشر من السقوط ولها صولات وجولات في عدد من المواجهات، الرأي الذي ترفضه كتائب الاسلاميين وترى ان تمجيد المشتركة يلغي دورها ويسحب منها بساط السيطرة ويقوم بإزاحتها عن المقدمة
لذلك وبالعودة للوراء قليلا تجد أن الذين قاموا بتسريب إجتماع الحركات المسلحة الذي طالبت فيه بالمال هم عناصر جهاز الأمن وإعلامه ، ولولاهم لجرت الإجتماعات اتفاقا او اختلافا دون أن يدري بها أحد ولكنها ارادت أن تعري الحركات امام الرأي العام ( وهذا لاينفي أن الحركات طالبت بحصتها) ولكن لماذا تم كشف سرها وهي التي مازالت تحارب في صفوفك
ولكن أراد جهاز الأمن أن يضرب الحركات حتى لاتصعد الي السلطة ، حتى أنه كان يخشى من أن تستجيب القيادة العسكرية لمطالب الحركات وتصبح في مقدمة القرار العسكري أكثر من القيادات الإسلامية
وهذا مايفسر أن جهاز الأمن في حالة قلق واضح من الثنائية والتوأمة بين الجيش والحركات المسلحة
حتى قيادات الشرق عندما تخرج لتهاجم الحركات المسلحة كان ضباط الجهاز يقومون بزيارات وإجراء مقابلات مسبقة معها لحثها على هذا الهجوم مثلما كانوا ينصحونها بالكف عنه في بداية الحرب عندما كانت المشتركة مجرد قوات مساندة، قبل أن تتحول الي قوة ضاربة تهدد مصالحهم
فالناتج من هذا يؤكد مما لا ريب فيه أن البرهان في أول تصريح له كان دقيقا لأول مرة عندما وصف حربهم بالعبثية
التي تتجلى الآن في أبهى صورها لطالما أن الشعب يموت قتلا وجوعا وبردا والحرب قياداتها تهمز لبعضها البعض فظاهرة الرشق بالعبارات هي واحدة من الظواهر التي اشتهرت بها مايعرف ب (قونات) الغناء وتعد آخر مراحل الخصومة، وتكون سبقتها ألف معركة كلامية وشتيمة وموقف وخلاف وقطيعة ومن ثم تصعد الواحدة الي المسرح لتخبر الناس ، ولايكون للجمهور ذنب في أن يكون جزءا من الذي يحدث ولايعنيه
وهذا مايحدث مع الشعب السوداني الآن الذي لاعلاقة له بآكلي ( السمك) او لحوم الخنزير مايحتاجه الآن لسماعه هو كيف تنتهي هذه الحرب
وفي رأيي عبثية تنتهي عند هذا الحد ، أفضل من أن تتحول الي مهزلة وأضحوكة بعد ماتتصدر فيها شتيمة القادة وتصبح ترند .