كلما طاشت السهام تعني أن الأيادي ترتجف، بللها الخوف وأنهكها وجع الضمير، وبالرغم من أنها تركت ندوباً على وجه الوطن
إلا أنها تيقنت أن الكيد عليه يجعلك تسقط مغشيا عليك في الوقت الذي تظن أنك قتلته!!
وتتمادى قوات الدعم السريع في إرتكاب اسوأ الجرائم بولاية الجزيرة أفعال تكشف عن إسقاط كامل لكل قيم الإنسانية، إنتهاكات بربرية فادحة يجب أن تضع هذه القوات على واجهة المحاكمات الدولية
وتجاوز عدد القتلى بمدينة تمبول فقط ” 300″ قتيل بينهم نساء وأطفال، والشوارع تئن من الجثث الملقاة عليها وحالة نزوح مستمرة للمواطنين بالمدينة
ولجان مقاومة الحصاحيصا تتحدث عن خسائر كبيرة وإصابات خطيرة وإغتصابات على يد الدعم السريع في الكاملين ومحيطها وشمال الحصاحيصا
وفي ذات الوقت تشهد ولاية دارفور حسب المتحدث بإسم تنسيقية النازحين واللاجئين أمس والذي أكد سقوط عشرات الضحايا بقصف لطيران الجيش على سوق “الحطب” بمحلية مليط في شمال دارفور
ومايحدث يكشف حالة الفشل التام لجميع أطراف الصراع في الميدان والتهور الناتج عن الخسارة.
و القتل الفوضوضي يعني أن طرفي القتال في حالة يرثى لها وهو، أيضا دليل إجهاد وفقدان ثقة وقدرة على النصر وعندما يخرج القتال من قبضة التخطيط يعني أن كل طرف الآن يظهر آخر ماعنده من قوة
وماحدث هو إشتعال الميدان من جديد الذي تحدثنا عنه عقب خطاب حميدتي والذي ذكرنا أنه يفصح عن سوء النوايا للإنتقام ويكشف عن دخول مرحلة مأساوية جديدة في الحرب ربما تقوم فيها الدعم السريع بإرتكاب الجرائم بصورة أكثر بشاعة ، حيث إستغلت فرصة هروب القائد كيكل الذي إختفى في ظروف غامضة وترك الميدان خلفه يحترق بحجة إنضمامه الزائف وترك قواته التي كانت تسيطر على هذه المدن منذ سقوط ولاية الجزيرة
ليعم إختلال وإضطراب الميدان للحد الذي تُشيع فيه الولاية عشرات القتلى
وتخلف وضعا كارثيا وإنسانيا في غاية السوء
هذا التحول الكارثي الخطير كان لابد أن يُحدث حالة إنتباه ولفت نظر للمجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية الراعية لمشروع السلام في السودان
حيث بعث أمس رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن برسالة عاجلة إلى الكونجرس قال فيها إن الوضع في السودان يشكّل تهديدا استثنائيا وغير عادي للأمن القومي الأميركي
وهي رسالة مختلفة تحمل في مضمونها دعوة واضحة للتقدم العاجل الي منصة القرار فأمريكا منذ تبنيها لعملية الحل السلمي في السودان لم تذكر في تصريحات المسئولين الأمريكيين أن حرب السودان تهدد الأمن القومي الأمريكي!!
وكانت دائما تتحدث عن تأثير داخلي لتفكيك السودان وإنعكاسات الحرب على القارة الأفريقية ودول الجوار ومعلوم أن كل ماتتحدث عنه امريكا بأنه يهدد أمنها القومي يكون بمثابة تمهيد لمد يدها لحسمه وبتره
ومايحدث الآن ايضا أحرج المبعوث الأميركي توم بيرييلو الذي بلاشك انه وصل الي ضفة اليقين الآن بأن الإسلوب الدبلوماسي والسياسي الناعم واللطيف لايناسب العنف وشلالات الدماء والمجازر الجماعية التي ترتكب في حق المواطن السوداني ، الذي يعيش أزمة إنسانية طاحنة يجب أن تتوقف وينتبه لها العالم وينظر لها كحالة خاصة وملحة تستحق الإهتمام وبيرليو قال أمس إن الدعم السريع والجيش فشلا في الإيفاء بإلتزاماتهما تجاه القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين واضاف أننا سنواصل عملنا ضد المسؤولين عن الإنتهاكات
إتفقت معه وكالات الأمم المتحدة التي حذرت من تفاقم الأزمة في السودان مع تعرض المدنيين لمخاطر جسيمة وتزايد خطر المجاعة
لذلك نترقب خلال الساعات القادمة إتجاه الولايات المتحدة الإمريكية للوصول الي قرار حاسم ينقل السودان من حالة التأرجح الي نقطة الوصول، التي تضمن له الخروج من هذا النفق المظلم الذي أدخله فيه حكامه المهوسين
عسر بلغ فيه السيل الزُّبَى ولكنه بلا شك سيعقبه اليسر .