طيف أول :
ومازال الوطن يرتد ما بين الغموض والحيرة
تخنقه الهواجس بتنهيدة مكسورة ينتظر الصباح
لتشرق شمسه سلاما فهل من مجيب!!
وأصوات من القيادة الإخوانية غاضبة من الفريق البرهان ومنابرها تكيل الشتائم عليه وتطالب بالإحتفاظ برأس النظام في مكان آمن، بعد أن أدركت ان الحرب كلما طال أمدها زادت خسائرها وتساقطت المدن والمواقع
والسلطات العسكرية في مدينة بورتسودان أمس تشدد الحراسة على البرهان وتغلق الطريق المودية لإقامته تحسبا لأي انقلاب قادم
ومع ظرف الإغلاق الإضطراري يفتح مالك طريقا للتفاوض بطريقة مفاجئة وغير مباشرة ، يحاول أن يبعد فيها عن الإعتراف بضرورة الحوار لكنه لم يستطع أن يداري هذه الرغبة الأكيدة للجيش في التفاوض اكثر من أي وقت مضى
ويحذر من مخاطر إنهيار السودان التي لن تقتصر على البلد وحده، ولكن ستمتد تأثيراتها إلى دول الجوار و ابعد من ذلك
وقال إن السودان بموقعه الجغرافي قد يكون بوابة لدوامة من الفوضى في المنطقة إن حدث الإنهيار.
وفي حديث مع مجموعة من الإعلاميين في مدينة بورتسون شرح عقار رؤيته قائلا إن الفوضى المحتملة في المنطقة ستعني خلق بؤر توتر وستجعل المنطقة أرضا خصبة للجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والإتجار بالبشر مع زيادة كبيرة لأنشطة القرصنة البحرية في المنطقة
ولتجنب ذلك السيناريو، أكد أن الجميع مطالب بالعمل على توفير الظروف المناسبة لإنهاء الحرب والتوصل لاتفاق سلام بين الفرقاء
واشار إلى أن الخطة تتضمن ثلاث مراحل، تبدأ الأولى بوقف الأعمال العدائية والفصل بين القوات المتحاربة، ولتحقيق ذلك يجب الاتفاق على آليات محددة تخص انسحاب القوات ومواقع تمركزها والجهة التي ستشرف على العملية.
وتركز المرحلة الثانية على الجانب الإنساني، ويتم العمل خلالها على الاستجابة للحاجات المستعجلة ومواجهة حالات سوء التغذية التي تحدق بملايين السودانيين.
وفي المرحلة الثالثة -وهي المرحلة الأصعب والتي سيتم فيها بحث مصير دمج القوات وهي النقطة التي توقع أن تستغرق وقتا طويلا في ظل وجود عدد كبير من الأجانب ضمن قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما يطرح صعوبات بشأن فرز السودانيين من غيرهم
وعقار الذي جمع الإعلاميين ولم يصرح صدفة يعلم أن ماطرحه من مراحل ثلاث ما هي إلا قراءة جديدة لمانص عليه منبر جدة والذي شمل ذات المراحل التي يسميها عقار انها خطتهم للتفاوض وهي
فصل القوتين وفتح الممرات الإنسانية ودمج الدعم السريع في صفوف الجيش إذن هل قصد عقار ان يقول بلغة رديفة إن الجيش وافق على الذهاب الي التفاوض لطالما انه دعا الي ضرورة الجمع بين الفرقاء حتى لاتقع البلاد في درك الإنهيار!!
وماهي الجهة التي ستشرف على القوتين بعد فصلهما والتي يقول عنها عقار ( انسحاب القوات ومواقع تمركزها يحتاج الي الجهة التي ستشرف على العملية) ومعلوم ان الرقابة التي ستشرف على الفصل بين القوتين اما رقابة تتم بموجب الإتفاق من على طاولة الحوار او قوات دولية
فهل اراد مالك عقار ان يقول لفلول النظام البائد إن عملية الانقلاب على قائد الجيش لن تكون مجدية فقد نقرر الآن الذهاب الي التفاوض او سنقبل بدخول قوات دولية ألم يقل الرجل إن حدث الإنهيار فإن الذي سيحدث معه (أرض خصبة للجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر مع زياد كبيرة لأنشطة القرصنة البحرية في المنطقة) وهذا لامنجي منه اما قرار تفاوض او تدخل
ولكن ما الذي دفع عقار للإقرار بالفشل اوالإفصاح عن الشعور بالخطر!!
فهل الضغوط العكسية التي تمارسها الفلول على البرهان هي التي ستدفع به الي طلب الحماية مقابل موافقة للتفاوض بصورة عاجلة!!ام انها دعوة لطلب قوة أكبر تنقذ الدولة من الضياع سيما أن عقار يقول إن خطر الانهيار سيهدد دول اخرى وربما يكون مداه أبعد من ذلك!!