إنتقال!!
طيف أول :
نقطة الموت هي الفاصلة التي أثقلت عواتقهم وجعلت الخوف يمتطي خطوات اليأس إلى أعمق الجراح
هو ذات السرّ الذي دس ملامحه في جراب المعاني ليجعل الأحلام تشاركه البكاء
لكن مهما يغرس اليأس أنيابه في لحم الأمنيات سيبتسم ثغرها ليؤكد أن النصر قادم برآية سلام لاغيرها.
ومصادر دبلوماسية رفيعة تكشف عن تحركات دولية تقودها دولتي الوساطة “الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية” مع عدد من الدول التي ترى أن قيادات طرفي الصراع تواصلت معها في الفترة مابعد يونيو من هذا العام وطلبت منها دعما ماديا ولوجستيا لإحداث تغيير في ميزان السيطرة على الأرض وان عدد من الدول بدات فعليا في دعم ميدان الحرب بالسودان بطرق غير مباشرة منها من دعمت الجيش واخرى دعمت الدعم السريع وهناك من دعمت الأثنين معا ، تم ذلك خلال الثلاثة أشهر الماضية وان التحركات طالبت الدول بالتوقف الفوري حتى بعدم بيع السلاح لطرفي الحرب والجماعات المتحالفة معها
وأضافت المصادر أن الجهود اثمرت عن التزمات وتعهدات من هذه الدول بوقف أي تعامل مع طرفي الصراع
واكد المصدر أن الوساطة تهدف الي تجفيف الميدان وحصر الأطراف المتحاربة حتى نفاد مخزونهم الحربي، من رصيد مادي على الأرض من المال و السلاح
وأستبقت هذه الخطوات الإجتماع المتوقع عقده اليوم لمجلس الأمن في جلسة إحاطة مفتوحة
تشدد في المقام الأول على مطالب بالوقف الفوري لتدفق الأسلحة والذخائر الى السودان
تليها مشاورات مغلقة، بشأن السودان ويأتي الاجتماع عملاً بالقرار (2715 المؤرخ 1 ديسمبر 2023) ، الذي طلب من الأمين العام تقديم إحاطة كل 120 يومًا وفقا لجهود الأمم المتحدة لدعم السودان نحو السلام والاستقرار
وقد تدين الجلسة العنف في السودان وتسلط الضوء على الأزمة الإنسانية الكارثية
التي تشهدها البلاد والتي تفاقمت بزيادة العنف والإنتهاكات في ولاية الجزيرة يأتي هذا بمشاركة فاعلة لعدد من رؤساء الدول لضمان وفاء الأطراف المتحاربة بإلتزاماتهما القانونية
او النظر في خيارات نشر قوات حماية للمدنيين يقودها الإتحاد الافريقي
كما أن رمطان لعمامرة سيتحدث عن جهوده لتنسيق مبادارات السلام الإقليمية والدولية الجارية الرامية إلى حل الأزمة في ظل جهود الوساطة التي تهدف للتمسك بخيار التفاوض
ايضا سيناقش ضرورة رصد إنتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان
و الطلب من السلطات السودانية بتمديد تصريح العمل بمعبر أدري
ونشرت تقارير بالأمس أن الامين العام للأمم المتحدة انطوني غوتيريش قد يقدم في كلمته أمام مجلس الأمن اليوم مع العديد من أعضاء المجلس إدانة واضحة لأعمال العنف المستمرة في جميع أنحاء البلاد ، ويؤكدون على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية
والعمل على الحد من تمدد الصراع الذي أدى إلى أزمة إنسانية كارثية في السودان
ولم تخف منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي مشاعر القلق والإندهاش لما حدث في ولايتي الجزيرة ودارفور من إنتهاكات وإغتصابات أكدت ذلك امس في بيان لها قالت فيه إنني أشعر بـ”صدمة واستياء” عميقين من تكرار انتهاكات حقوق الإنسان التي شهدناها في دارفور العام الماضي مثل الاغتصاب، والهجمات الموجهة، والعنف الجنسي، وعمليات القتل الجماعي في ولاية الجزيرة. هذه “جرائم فظيعة”
سيما أن مقاتلي الدعم السريع أطلقوا النار على المدنيين بشكل عشوائي، وارتكبوا أعمال عنف جنسي ضد النساء والفتيات، ونهبوا الأسواق والمنازل على نطاق واسع وأحرقوا المزارع.
وأدان بيانها ماتعرض له عدد من عدد من الموطنين في ولاية الجزيرة من الإعتداءات الجسدية والإذلال والتهديدات، مما دفع عشرات المدنيين للفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان، بينما يواجه من تبقى منهم تهديدات خطيرة).
ومايأتي من تحركات دولية وخطوات حثيثة نحو الحل للأزمة السودانية هذه الأيام يؤكد حالة الإنتقال من مربع اللامبالاة الي دائرة الإهتمام
ويأتي ذلك لأن الحرب في السودان خلفت اسوأ انواع الإنتهاكات الانسانية ضد المواطن من سلوك بربربي لم يرتكبه حتى العدو الصهيوني في غزة حيث واصبحت الانتهاكات الانسانية تتصدر كل الجرائم في العالم
لذلك أكدنا من قبل أن المسار الذي تتجه فيه قيادة طرفي الصراع في الميدان قد يؤدي الي إرتكاب مزيد من الجرائم الانسانية ولكنه في ذات الوقت قد يؤدي الي إستعجال القرارات الدولية التي تسير بخطى ( سلحفائية ) بطيئة .