!
طيف أول :
الوطن ماهو إلاَّ جسراً تقف على ناصيته كل المشاعر التي تقاوم الإنطفاء!!
وفي منطقة آمنة لعلامات التعجب الحائرة التي تحاكي حيرة هذا الشعب، الذي ظل يتأبط معاناته متعددة الملامح والوجوة بسبب هذه الحرب العبثية، يظل المراقب تلجمه الدهشة أن الأحلام الوردية للبقاء على السلطة هي أهم عند حكامه من إيقاف نزيفه ومداواة جراحه
المعاناة الإنسانية التي وصلت مرحلة لاتقبل فيها ظروف البلاد قراءة عنوان على صحيفة المشهد السياسي دون وقف هذه الحرب اللعينة ، وكل مايأتي قبل هذا ماهو إلا (تحايل سياسي) لايصنع فرقا على خارطة الأحداث
وأمس الأول اصدر الفريق البرهان رئيس المجلس الإنقلابي قرارات بتعيين علي يوسف الشريف وزيرا مكلفا للخارجية، وخالد الأعيسر وزيرا مكلفا للثقافة والإعلام،
وعلامات التعجب تزاحم الإستفهام أنه ولماذا حاول البرهان ترميم بيته الآيل للسقوط في هذا التوقيت ولماذا طال الإعفاء وزير الخارجية ووزير الإعلام دون غيرهما من الوزراء
ففي هذا الظرف الذي تمر بها البلاد من حرب فشل الجيش في حسمها ، إن كان الترميم الوزاري الذي حدث أمرا ضروريا لحلحلة الإخفاقات التي حالت دون الوصول الي نصر وحسم وإحداث فرق على أرض تشتعل، فكان يجب أن يطول وزير الدفاع او الداخلية
ولكن قدوم البرهان على هذه الخطوة يعني أن الرجل يهمه فقط مظهره الخارجي كما أن الخطوة تكشف عن ترتيب سياسي خارجي قادم ، واراد فقط البرهان أن يستقبله بإطار وزاري يشعره بوجوده وهي خدعة بصرية ليس لتسويق الحرب وتبرير استمرارها ولكن استجابة لوضع الخارطة الدولية لنهايتها واستقبال ذلك من البرهان بطريقة تضمن له الوجود على السلطة بشكل مقبول يغطي على كل الإعوجاج الذي تعاني منه الحكومة ولو لفترة مؤقتة
والخارحية والإعلام هي من الوزارات التي تمثل واجهة الحكومة أي أن القصد الأساسي من هذا التغيير هو شكل الحكومة خارجياوليس له علاقة بالقضايا الداخلية فوزير الخارجية السابق اخفق في مهمته التي تريدها الحكومة وهي تسويق الحرب خارجيا وفشل في كسب أي تعاطف دولي
وسبق وتحدثنا أن الفريق البرهان يقوم بمهامه فيما يتعلق بعملية تسويق الانقلاب والحرب وان وزير الخارجية في لقاءات دولية سقط في مادتي التاريخ والجغرافية دبلوماسيا
أما وزير الإعلام الجديد ظل يدافع عن الحرب اكثر من وزير الإعلام المعزول
ولكن ولأن الحكومة لا اساس ولا رأس و حتى ( السقف واقع) فيبقى هذا التعيين ماهو إلا قرارات لخدمة البرهان شخصيا وحفظ ماء وجهه في كل مواجهة خارجية، ولا علاقة له بالشأن الداخلي لأن عدم وجود حكومة معترف بها يجعل كل الوزراء في عملية ذهاب وإياب دون أن يتعرف المواطن على أسمائهم ناهيك عن مايقدمونه من خدمة له، وحكمة الله أن وزراء البرهان اغلبهم لايعرفهم المواطن إلا بعد الإقالة لذلك حاول البرهان ان يضفي القليل من النجومية على حكومته الباهته ، وهذا هو أكثر الأدلة على أن التغيير ليس لعطاء او عمل او هدف جوهري
لذلك لاتتعدى هذه القرارات سوى انها إجراءات خاصة بمكتب البرهان فخالد الاعيسر الآن منصب الجديد هو الناطق الرسمي للفريق عبد الفتاح البرهان فقط، ووزير الخارجية يمكن أن يشغل مساعد الشوون الخارجية للحكومة
ولأن الهدف هو تلميع صورة البرهان خارجيا وقع الإختيار على الإعيسر لأنه افضل من يقوم به هذه المهمة فهو صاحب ( لسان طويل) وأكثر الذين يصلحون للحديث عن واقع غير موجود!!
وهذا مايحتاجه البرهان في فترة قادمة تشعره انه يرأس حكومة لها صوت يمكنها ان تحدث فرقعة بلاطحين حتى يتمكن البرهان من الحصول على مظهر خارجي يُمكنه من التقدم بثقة الي منصات الحل السياسي، وهو ذات الدور الذي يلعبه وزير الخارجية فإن كان يمتلك فقط ناصية الحديث والحضور ويتفوق على سلفه في الخطاب الدبلوماسي فهذا فقط يكفي البرهان، لأن الدبلوماسية والخارجية في عهده قبرها على الصادق ولن تعود من رحلة موتها بتغيير وزير لطالما أن السلطة الانقلابية تسيطر على الحكم فالدبلوماسية تموت تلقائيا تحت مظلة الٱنظمة الديكتاتورية
لذلك مايحدث ماهو إلا قرارات وخطوات شكلية لاتخدم جوهر القضية لأن لا احد منهما يستطيع أن يشكل قيمة مضافة ، وسيظل إطار لصورة غير موجودة ، سيما أنه لايستند على خبرات ولا مؤهلات وهذا مايزيد فرص وحظوظ كل شخص ظل يدافع عن هذه الحرب اللعينة وستكون مكافأته على قدر دفاعه
ومنح الإعيسر لمنصب وزاري قد يمنح الفنانه ندى القلعة وهذه ليست مزحة ، فأنا لاأجد معيار للإختيار في هذا التعيين سوى أن خالد كان أكثرهم جرأة ودفاعا عن الحرب اكثر من غيره وندى كان له دور مثله
لذلك يجب أن لاتصيب الغيرة بعض الزملاء في المهنة الذين يعتقدوا انهم اكثر كفاءة وخبرة منه ، لأن هذه ليست هي المعايير الحقيقية للإختيار ولطالما أن البرهان يعين الأقرب منه دفاعا عنه لاخبرة فإن الإعيسر يستحق هذا المنصب الهلامي بلا منازع.
طيف أخير :
مدير منظومة الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس الملاحق بعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية يقوم الآن بتفريق امواله على حسابات متعددة من بينها حساب مذيعة تلفزيونية مشهورة
الأمر الذي جعلها تعكف هذه الأيام لوضع خطة لإطلاق أضخم قناة فضائية بالخارج بمواصفات عالمية بهذه الأموال السايبة
الأيام القادمة كفيلة بكشف الكثير!!.
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ