ووقف على ميلادها صوتٌ سكن العشم حنجرته .. أن الوطن في كل معارك الحياة منتصر يقين لا يهزه شك
وجلسة روتنية لمجلس الأمن خاصة بتمديد العقوبات و حظر السلاح في دارفور ، القرار الذي يجدد كل عام منذ العام ٢٠٠٦ ) وليس للجلسة علاقة بالتوصية الخاصة التي اوصت بها لجنة تقصي الحقائق ، بتوسيع حظر السلاح ليشمل كل السودان والتي وردت في تقرير البعثة والذي لم يتم اعتماده حتى بعد في مجلس حقوق الإنسان
وسيطرح ذلك للتصوت في العاشر من اكتوبر او اليوم الحادي عشر منه ولهذا فإن جلسة مجلس الأمن بالأمس جاءت مصادفة لتتزامن مع توصية بعثة تقصي الحقائق التي لم ينظر مجلس الأمن فيها حتى الآن
ولكن فلول النظام المخلوع إلتبس عليها الأمر وظنت أن مجلس الأمن لم ينظر في طلب حظر السلاح عن السودان عامة كما اوصت البعثة ، وحظر تدفقه فقط في دارفور ، وسوء وفقر الفهم عند الفلول سببه حالة الهلع والخوف من توصية البعثة بالتدخل
ولكن ومن خلال كلمة مندوب السودان في مجلس الأمن والتي ايضا كانت لاجديد فيها فقط قام الحارث ادريس بإعادة خطاباته السابقة المتعلقة بإدانة الإنتهاكات التي قامت بها الدعم السريع وتصويب الإتهامات للإمارات في تقديم الدعم والمساندة لها
أمران لا ثالث لهما
ولكن مابين السطور في خطاب إدريس انه شكر الدولة ساكبة حبر القرار ( الولايات المتحدة الإمريكية )
وذلك لتشاورها معهم بشأن القرار هذا الشكر اذا تم وضعه في قالب حديث وزير الخارجية حسين عوض الذي قال أن هناك ( تفاهمات ) بينهم ودول الوساطة
بالإضافة الي تصريحات وزارة الخارجية السعودية التي قال وزيرها ( نعمل على تطبيق تفاهمات لأجل حل الازمة السودانية)
ذات الشيء فإن المبعوث الأمريكي توم بيرييلو ايضا ذكر أن هناك تفاهمات مع دول تلعب الآن دور اكبر لوقف الحرب منها مصر واردف (توجد بيننا وبينها تفاهمات حول إيجاد حل عاجل)
فمن خلال هذا تجد أن الخطاب الداخلي والخارجي سيطرت عليه عبارة واحدة
وهذا يرجح أن هناك اتفاق جديد غير معلن بين واشنطن وقيادة الجيش على عدم توسعة نطاق الحظر او فرض عقوبات مقابل أن يوافق الجيش للذهاب الي التفاوض
ولأن لاحلول وسطى مابين التدخل والتفاوض فإن هذه (التفاهمات) يبدو انها تكشف عن دور جديد تلعبه جمهورية مصر التي ذكرنا انها ترفض خيار التدخل رفضا كاملا لكن بالمقابل حمّلتها الولايات المتحدة الإمريكية مسئولية إقناع الجيش بالذهاب الي التفاوض حتى يقي قادة الجيش انفسهم مما لايريدون وقوعه ولاتريده مصر ايضا
ويتضح ذلك في تكملة حديث وزير الخارجية السعودي الذي قال : ( تتفق مع مصر بشأن ضرورة وقف الحرب في السودان موضحا أن التعاون السعودي المصري محوري للأمن الإقليمي
مؤكدا أهمية إستمرار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين)
جاء ذلم تزامنا مع تصريحات وزير الخارجية السوداني الذي اكد أن مصر تبذل جهوداً كبيرة وتؤدى دوراً فعالاً للمساهمة فى حل الأزمة السودانية
لذلك أن الناتج هو أن التحركات الجارية هنا وهناك تكشف الدور المصري الآني وهو ايقاف العقوبات عن قادة الجيش والسعي الجاد لإقناعه بالذهاب الي طاولة التفاوض فمصر تعمل كل مابوسعها لوقف الحرب ودعم عملية التفاوض لكن بجهد اكبر تعمل لعرقلة التدخل الذي ترى انه يلغي دورها السياسي في الحل لوقف الحرب الخطوة التي تمكنها من استعادة الثقة مع الشعب السوداني وحكومة مابعد الحرب بالإضافة الي ان دخول قوات قد يُصّدِر للعالم عجز الحكم العكسري في بسط السلام للشعوب
واهم من ذلك ان القوات غالبا ماتجعل من مصر بإعتبارها الدولة الجارة المستقرة نقطة الانطلاق وتلزمها بالمشاركة فيها وهذا مالاتريد مصر الخوض فيه لأنه يشكل لها عبئا اضافيا فهي ترى ان التفاوض يختصر لها الطريق نحو السلام
وهذا ماجعل المبعوث الامريكي للسودان توم بيرييلو يزور القاهرة ثلاث مرات خلال فترة زمنية قصيرة فهل تنجح مصر لدرء العقوبات عن قادة الجيش وتدفع بهم للحوار ام ستفشل في مهمتها وتدفع امريكا بالعقوبات
فمايهم العالم الآن مهما تعددت الطرق أنه لابد من الوصول الي سلام.