حقيقة ظنوا أنها تاهت
لتدفع شرهم في ظلام الموت لكنها كانت كخلايا النُهى التي سيّجت معاني الحياة وأكدت ألا فرار!!
ودعوة غير مباشرة تقدمت بها نائبة مدير منظمة الأغذية والزراعة لمجلس الأمن ، للضغط على طرفي الصراع،
قالت فيها إن ملايين الأرواح باتت مهددة إذا لم نتحرك فورا في السودان ، وأن الذي يحدث يزعزع إستقرار المنطقة بالكامل
إتفقت معها مسؤولة أممية بدعوة للمجلس صريحة ومباشرة دون تردد وطالبت بالضغط على الأطراف في السودان لوقف الحرب وقالت إن الحرب في السودان شردت أكثر من 11.5 مليون بينهم نحو 3.2 فروا إلى دول مجاورة ونحتاج إلى 1.8 مليار دولار أخرى لدعم 5 ملايين شخص لجأوا إلى 7 دول وأن والمجاعة تنتشر في السودان والنزاع المسلح مستمر ويؤثر على المدنيين بشدة.
وأعتمدت أميركا عبر مندوبتها لدى الأمم المتحدة تقرير لجنة تصنيف مراحل الأمن الغذائي في السودان في 2024 ووصفته بالصادم
ويبدو أن المسؤولة الأممية تعمدت الرد على تصريحات حكومة البرهان، مما يكشف أنهم غير آبهين برفضها لحقيقة المجاعة او إنكارها وقالت ( السودان هو المكان الوحيد الآن الذي تأكد فيه المجاعة)
أي أن الحكومة إن حاولت نفي ذلك فالمسئولة تريد أن تقول أن المجاعة التي يعاني منها السودان لامثيل لها في العالم فكيف للحكومة السودانية أن لاترى ذلك بالرغم من انها الأقرب إنتماءً وجعرافيا للشعب السوداني، ووجد مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث ادريس نفسه في مأزق يواجه حصارا دوليا خطيرا بالأرقام والأدلة من عدة دول تكشف عن حجم الكارثة الإنسانية في السودان بتقارير دقيقة تتحدث عن المجاعة ، الأمر الذي جعل رده ضعيفا ومتواضعا
فالرجل يرى انها (مفارقة تاريخية أن يقال إن السودان يجوع ولكن الحقيقة أنه يعاني من “تجويع مصطنع”) وهذا يعني أن الحارث لم يكن يملك الحجة والمنطق والبرهان لدحض الأدلة التي حاصرته بها الدول والمنظمات
وليترك المندوب المجتمع الدولي ويأتي ليسمع ماذا يقول المجتمع السوداني إن كان يحتاج الي المساعدات الإنسانية ليسد بها رمق جوعه ام لا
ولكن حقا هي مفارقة تاريخية أن يكون “سلة غذاء العالم” هو محل نقاش عن الجوع في جلسات مجلس الأمن!! ولكن لماذا حدث ذلك لأن المندوب يعلم أن سبب المجاعة ليس لأن ارض السودان صالحة للزراعة اوطالحة كما يعتقد، ويظن والي نهر النيل الذي دشن مشروع ( مليون سلّوُكة)
فمن الذي سيزرع الأرض!!
الشباب الذين يتم إرسالهم للموت عبر الإستنفار من قبل جهاز الأمن ام المواطنين الذين تم تشريدهم من منازلهم من قبل الدعم السريع!
فالكارثة سببها أن عقلية حكام السودان هي التي تعاني من الجوع الفكري وما اصعب ان تشكو الأمم جوع العقول والضمائر التي اضحت خاليه لاتفكير لها سوى ذلك الذي تنجبه المصالح وينام على مهد الفساد الشهية النهمة للسلب والنهب
الجوع لاتصنعه الدول الخارجية ولكن تتسبب فيه الحكومات الداخلية التي لاترى إلا مصالح نفسها، ولاتعرف قيمة الأرض ولو علمت بقيمتها كان حصادها الذهب والمعادن لتهريبها وبيعها
والسودان “سلة غذاءالعالم” حباه الله بحكام لم يدركوا قيمته وقيمة أرضه وعرضه ( شلة لصوص) دمرت الأرض وأحرقتها وسرقت أغلى مافيها من نفيس وغالي بدلا من أن تزرعها وتنميها فمن الذي جوّع السودان بربك !! ومن الذي صنع مجاعته ، أبناء رِحمه أم الغرباء بالمنظمات والمجتمع الدولي!!
ودعوات المسئوليين الأمميين الي مجلس الأمن بالضغط على الأطراف المتحاربة في السودان تؤكد ماحذرنا منه في زاوية سابقة أن رفض الحكومة وعدم إقرارها بالمجاعة سيكون السبب الذي يُعجّل بالقرارات الدولية ضدها والتي ستأتي بدوافع إنسانية وهذا ماكشفته جلسة الأمس.