كذبتان !!
طيف أول :
يتكئ على باب وطن مُهشم،
وحده من يرى حطامه بعيّنه ولكنه مازال يعلق أحلامه على حبل الفراغ ..لطالما أن بيع الموت لشراء الموت.. اصبح بلا مبالاة!!
ويتناقض الفريق ياسر العطا مع إعترافات الفلول ليتكامل معها ، وينفي ما كانت أقرت به الحركة الإسلامية وكوادرها دون أن تشعر بالحياء فالقيادات الإسلامية كانت أصدق من الفريق ياسر العطا عندما تبنّت الحرب علانية وقالت إنها حربها، وأن من في الميدان هم كتائبها الذين إدخرتهم ( لليوم الأسود)
وإن الإنتصارات التي حققتها هي من صولات وجولات عناصرها الأمنية التي تتقدم الصفوف، لتصبح هذه الحقيقة الجلية الباينة للنظر والتي أضحت لاتستطيع مصارعة الباطل والزيف ، او بالأحرى انها الباطل الذي أصبح واقعا غير قابل للمداراة والإنكار.
و الفريق العطا يقول في حواره لـ”الشروق” المصرية: إن الإسلاميين لم يشعلوا الحرب ومركز صناعة القرار ليس بيدهم) وأن إحتماء جنود الدعم السريع بالمواطنين هو الذي أدى لتأخير حسم المعارك!!
كذبتان خفيفتان على لسان العطا الذي درج على الكذبات الملونة، ثقيلتان في ميزان فقدان الثقة عند المواطن فيما يقوله
الفريق فبالرغم من أن العالم والشعب السوداني تجاوز هذه الجدلية بعد ان كشف الحقيقة بنفسه، فبعد مرور عام ونصف من الحرب اصبح الآن لا أحد يحمل إستفاهما في مخيلته
إن كانت هذه الحرب هي حرب اسلاميين ام جيش)!! لأن هذا السؤال هزم فيه اليقين الشك
لأن الإجابة وصلت وأتكأت واستراحت في ذهنية الشعب
فاللافتات على الميدان اصبحت واضحة الملامح والإجابات جاءت على ألسنة أصحابها، بلا تردد فالفلول وكتائب ظلها ودفاعها الشعبي وجهاز أمنها وقفت بكامل هيئها وقالت عن الحرب : ( أنا لها وهي لي ) كما أن الفريق عبد الفتاح البرهان في حديث تلفزيوني سابق و “محفوظ” قال إن قوات هيئة العمليات هي قوات تابعة لصلاح قوش لها من العتاد العسكري مالايوجد عند الجيش وتُعامّل معاملة خاصة ، وربما كانت تُعد لكي تكون بديلا للقوات المسلحة).
وقوات هيئة العمليات هي صاحبة الطلقة الأولى وآخر طلقة الآن حتى كتابة هذه الحروف وهي التي تقود الحرب بإسم الإسلاميين وتسيطر على ميدان المعركة والعطا يعلم ذلك.. فلماذا يكذب !! فماذا تفيد إجاباته إن جاءت بالنفي او الإثبات!!
كما ولو أن تأخر الحسم سببه إحتماء قوات الدعم السريع بالمواطنين فالعطا هو صاحب أول أمر وإشارة لدك البيوت بما فيها حتى يتخلص الجيش من الدعم السريع حيث شهدت منطقة بيت المال أول حملات قصف لمنازل المواطنين بعد حديثه الشهير في امدرمان
وفي شهر اكتوبر الحالي فقط أي من خلال اسبوعين سقط نحو 800 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بسبب القصف الجوي في عدد من مناطق السودان، وفقا لبيانات صادرة عن هيئات حقوقية من بينها المرصد المركزي لحقوق الإنسان، ومجموعة محامو الطوارئ، وهيئة محامو دارفور.
سقط أكثر من 500 قتيل خلال الأيام الخمس الأولى من أكتوبر في شمال وغرب دارفور وعدد من مناطق البلاد الأخرى وكثفت الطلعات الجوية في الأسبوع الثاني من أكتوبر، مما أدى إلى سقوط أكثر من 50 قتيل في مدينة الحصاحيصا و45 بمنطقة الدندر بولاية النيل الأزرق، إضافة إلى أكثر من 200 قتيل في مدن نيالا و”مليط” و”الكومة” والفاشر بدارفور والعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة
إذن لم يكن العطا صادقا ان هذا هو السبب في عدم حسم الجيش للمعركة
فإن صدق، فكان يجب أن يحقق قتل 800 مواطن إنتصارا واضحا للجيش او يحدث فرقا عملياتيا واضحا في صفوف المعارك وهزيمة قوات الدعم السريع المحتمية بهؤلاء الضحايا، لكن بوجود الدعم السريع وسيطرته على دارفور والخرطوم والجزيرة فكان يجب أن لايكون هناك ضحايا من المدنيين وأن لايقتل مواطنا واحدا ناهيك عن قتل المئات!!
وسياسيا يقول العطا إن الطرف المدنى الشريك فى الوثيقة الدستورية تمرد على الدولة ودعم وساند وقاتل مع غزاة أجانب).
ومن خلال هذه إلاجابة فقط تستطيع أن تتأكد أنه ليس من العيب أن تكون أقفراً، خاليا، خاوٍ . لكن العيب مع ذلك أن تكون قياديا حاكما لشعب معلم واعٍ ومدرك!!!
طيف أخير :
فقدت البلاد رجلا حمل إسمها دون أن يعرف الناس قبيلته او مدينته التي ولد فيها لأنه كان سودانيا وطنيا خالصا
ظل هاشا باشا سمحا ومبتسما الرحمة والمغفرة للسباح العالمي عبد المجيد سلطان كيجاب ولإسرته وأهله وذويه الصبر والسلوان.
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ