طيف أول :
لم يعد للأشياء التي ولدت في أبريل معنى نلك التي جعلت
الوقت بعدهاعجوز هرم يقف على حافة الهاوية
فكيف يرتب الحاكم أناقته في هذا الظلام ويخرج مبتسما ويترك الوطن خلفه تغمره دموع الحرب والسيول!!
ولايليق بالفريق البرهان أن يترأس وفد السودان المشارك في قمة «فوكاك»، منتدى التعاون الصيني الإفريقي ببكين
ومعلوم أن المنتدى هو مناسبة مؤسساتية للتعاون الاقتصادي تأسس بمبادرة مشتركة من الصين والدول الأفريقية، تهدف لتعميق التعاون وتحقيق التنمية الإقتصادية ومواجهة تحديات العولمة
ولايليق به المشاركة في المؤتمر الذي يخاطب الدول الآمنة المستقرة ليس لحجم البرهان المتقزم سياسيا وقياديا او لأنه يرتدي بدلة الشرعية زيفا وكذبة ولكن لأن الجنرال الآن يمثل دولة ليست بحاجة الي هذه الرفاهية ، بلاده الآن هي الاسوأ حالا إنسانيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وحكومة تشارك في منتدى اقتصادي تكشف للأضواء عن تفككها للعالم أجمع عبر هذا المنتدي، الدول التي تعرف انها تعيش حربا مزقتها ودمرتها وقتلت إنسانها الذي قال “كفانا “بعد ماجعلته الحرب فاقدا للأمن والموطن ، ويعاني من فقده لأبسط مقومات الحياة الطبيعية من خبز ودواء ، فهذا المنتدي لايلامس مشاعر الشعب السوداني ولايعنيه في شي لأن الغرض الحقيقي منه هو انعاش حركة إقتصاد الدول التي تتنفس لا تلك التي على فراش الموت اقتصاديا تعاني من سكرات النهب والتعدي على المال العام، كما أن المشاركة فيه لاتعني كسر العزلة الدولية التي يعيشها البرهان فالصين دولة صديقة للسودان الدولة ليست للحكومات
فيها ، ولم تعلن يوما قطيعتها لحكومة فيه ولايهمها الشأن الداخلي للدول
ولهذا فإن المنتدى لايعني مايحققه من مكاسب للمواطن في هذا التوقيت والظروف لكنه قد يحقق الكثير لحكومة (جمهورية بورتسودان) التي تريد أن تواصل استثمارها في الأرواح غير آبهة بما يمر به الشعب السوداني !!
حتى ان البرهان في رحلته
اختار من مرافقيه الذين يضمهم وفده جبريل إبراهيم وزير المالية والتخريب الاقتصادي
ووزير الطاقة والنفط ووزير الخارجية الذي ستكون مهمته فقط للحديث عن الزيارة لأن كل الدول المشاركة لاتعرف وزير الخارجية ولم تلتق به في أي محفل دبلوماسي منذ تعيينه وحتى تاريخ حضوره للصين
وقالت وزارة الخارجية إن البرهان سيشارك في قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي ببكين من 2 إلى 6 سبتمبر
وأضافت ان المنتدى يفتح فرصة لبحث قضايا السودان مع القيادة الصينية وتفعيل دور بكين في مرحلة ما بعد الحرب!!
كما سيتم مناقشة قضايا الأمن والسلام والتحديث الزراعي ومبادرة الحزام والطريق
وحكومة بورتسودان تتسع آحلامها وتشطح بأمنياتها وذلك بتفكيرها في فترة مابعد الحرب وكانها تشارك في مؤتمر للسلام او منتدى لمناقشة القضايا الإنسانية
ويقيني أن الاسباب التي جعلت الحكومة ( تشطح) باحلمها هي حالة الإنفصال المعنوي والجغرافي التي حدثت بينها وبين الشعب السوداني لانها اصبحت لاتمثله ولاتشعر بآلامه بسبب التهاجر والإفتراق الذي شاقق بينها والمواطن وفصلها عن همومه وعاشت في بحبوبة ( المدينة الآمنة) حتى أنها عندما تصيبها (التخمة) تنصب خيامها للغناء والرقص بالزي العسكري و( تهز ) لتسقط عن أكتافها المسئولية والإحساس بمعاناته التي تسببها له الحرب، فكل ما اشتكى المواطن من ويلات الحرب خرج قائد ليذكره انها حرب المائة عام حتى يصادر منه الأمل ويقتل فيه التفاؤل
و”فوكاك” يشارك فيه عدد من القادة الأفارقة الذين نصحو البرهان بضرورة السلام بجانب منظمات دولية ولن يستطيع الجنرال أن يقدم كلمة زائفة تحكي عن قرب النصر ولا عن شعبه الداعم للقوات المسلحة بعد ان اصبحت النساء، تصرخ في وجهه في مناطق سيطرته وتطالبه بوقف الحرب كما انه ايضا لا يجروء ان ينفي الكارثة الإنسانية التي يعاني منها شعبه وبلاده خاصة امام ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية بقيادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي سيكون حضورا هناك . !!
طيف أخير :
60 كيانا من بينهم مبادرة الأعلام البيضاء، أطلقوا بالإمس أضخم حملة للمطالبة بتمديد فترة بعثة تقصي الحقائق للجرائم والإنتهاكات إستجابة لدعوة محامو الطواري في السودان .
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ