من المخزي أن يتم الإحتفاء من حكومة بورتكوز وأعلاها (الجاهل) بالدعوة التي قدمت للبرهان للمشاركة في القمة الإسلامية العربية ليسجل فضيحة دبلوماسية جديدة يدفع ثمنها السودان بماضيه العريق المحترم بأن يتم إستقبال من يدعي أنه (رئيس) لدولة بكل هذا التاريخ الناصع العريق من (نائب) رئيس ولاية أو منطقة كما يطلق عليها بالمملكة العربية السعودية حيث كان في إستقبال قائد اللجنة الإنقلابية بمطار الملك خالد (نائب) أمير منطقة الرياض مع أعضاء البعثة السودانية هناك (المجبورين على الصلاة) بلا إستقبال رسمي كما حدث لكافة الرؤساء الذين يشاركون في أعمال القمة العربية الاسلامية المنعقدة هناك خلال هذه الايام .
والمتأمل للمشاركة من ناحية عقلانية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد يجد أن الدعوة لم تكن للمشاركة في جدول الأعمال المطروح أصلاً للقضية الفلسطينية فقط ولم يتضمن الوضع في السودان الذي يدرك الجميع بأنه يمر بأزمة أسوأ من الأزمة الفلسطينية، بل هي عبارة عن إستدعاء بطريقة (دبلوماسية) لقائد الجيش السوداني بوصفه الطرف (المتعند) في عمليات الحوار لإيقاف الحرب الدائرة بين الجيش السوداني المحتكر من قيادات الحركة الإسلامية والمليشيات الموالية لها ومليشيات الدعم السريع أو المجموعة التي انشقت منه.
والسعودية بوصفها واحدة من آليات الوساطة الثنائية وإدراكها ضعف البرهان في الوقوف أمام الضغط الذي يمارس عليه داخليا قامت بهذا الاستدعاء الدبلوماسي الذكي بعد الرفض المتكرر للجيش السوداني المستلب للمشاركة في كافة منابر السلام الدولية التي طرحت خلال الفترة الماضية لفتح حوار بين الأطراف المتحاربة وايصال رسالة عاجلة للبرهان بعيدا عن الضغوط الداخلية بالخطوة الجديدة بحشد التوافق علي مشروع قرار ينص علي تبني خطوات واضحة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب من خلال تكوين آلية (إمتثال) للإشراف علي تلك الخطوة وضمان الالتزام بإعلان جدة الموقع بين طرفي النزاع ويتضمن عمل الآلية الجديدة تشكيل وحدات (عسكرية أفريقية) مدعومة من الأمم المتحدة للتنفيذ الاجباري اتفاق جدة الذي يرفض أو يتحايل الطرفان في تنفيذه
والاسم المقترح لهذه الآلية (امتثال) يجسد المعني الحقيقي لها بأنها ستقوم ولو رفض الطرفان وهذا ما ظللنا نتحدث عنه طوال الفترة الماضية عن نفاد صبر المجتمع الدولي من المراوغات المتكررة للجنة الإنقلابية وقناعته بأن أسلوب الإقناع المنطقي لن يجدي في ظل إصرارها على الإستمرار في الحرب مع فشلها في الحسم العسكري ونحن ننتظر ردة الفعل الكيزانية خلال الأيام القادمة والتي نعلم بأنها لن (تمتثل) للأمر الواقع .. ولكن الإجراءات تمضي وستصل في النهاية لمرحلة (الامتثال) بالقوة
والثورة في كل الأحوال مازالت مشتعلة ..
ومطالبات المحاسبة والقصاص مستمرة ..
والرحمة لشهداء الثورة ..