نيران في وجه البرهان!!
أعادت الحركة الإسلامية المتطرفة بـ(الكربون) سيناريو إغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع اختلاف بعض التفاصيل الصغيرة عندما وجدت أنه لا مفر من المواجهة المباشرة وسرعة التحرك كما فعلت أيضاً عندما قامت بتحريك الشارع ضد الراحل جعفر النميري عندما شعرت أن نهايتها قد دنت ولن تتمكن من العودة إلى حكم البلاد مع اختلاف شكل التحرك هذه المرة.
وكما هو متوقع تماماً بدأ (الكيزان) المرحلة الأخيرة والحاسمة من محاولة إحكام قبضتهم على السلطة بعد محاولاتهم المستميتة بفض الاعتصام ثم الإنقلاب على الحكومة المدنية ثم إشعال الحرب، وبعد ذلك محاولات منع وفد القوات المسلحة الذهاب لمباحثات السلام المتكررة وشعورهم بأن المباحثات القادمة التي أعلنتها الولايات المتحدة ستقود دون شك إلى إنفلات الأمر من يدهم، وانطلقت حربهم الواضحة على كل من يحاول الانحياز للسلام وتصفية كل من يقف أمام المضي لاحكام تلك السيطرة وآخرها ذلك (الإنتحار) بضرب خيمة البرهان وبعض الضباط حوله المؤيدين لعملية الذهاب للتفاوض ومحاولة (اغتياله) أثناء الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة بمنطقة جبيت تزامناً مع تحركات ما تبقى من جيوبهم داخل القوات المسلحة في محاولة لقلب الموازين التي صارت ترجح الإتجاه للتفاوض لإيقاف الحرب.
مع حالة الفوضى التي تضرب توحيد القرار داخل المؤسسة العسكرية كانت الخطة هي إلصاق تهمة الاغتيال على الدعم السريع بعد سيطرة (ياسر العطا) على الأوضاع وإعلانه الإستمرار في الحرب (انتقاماً) لمقتل (القائد) وبالتالي إيجاد المبرر الكافي لعدم الذهاب إلى المفاوضات وإعلان التعبئة العامة استدرارا لتعاطف البسطاء من عامة الشعب والالتفاف حول المجموعة الكيزانية التي ستتولى تسيير الدفة بعد ذلك لإعادة الحركة الإسلامية للواجهة.
والخطة كانت من الغباء أنها تجاهلت بعض التفاصيل الصغيرة التي كان من المتوقع تغطيتها من خلال الحملة الإعلامية التي كانت ستنطلق عقب نجاح تلك المحاولة وأن المسيرة التي قامت بمحاولة عملية الإغتيال إيرانية الصنع والتي لا يملكها الدعم السريع ثم هروب قيادات الحركة للخارج بصورة كثيفة ربما حتى يكونوا بعيداً عن مسرح الأحداث في حالة الفشل أو اعتراض بعضهم على ذلك الانقلاب.
الآن فشلت المحاولة وإنكشف المستور وصارت المواجهة واضحة بين الجناحين المتصارعين داخل القوات المسلحة المؤيدين للتوصل لاتفاق لوقف الحرب والجناح الكيزاني المتمسك باستمرارها..
ولكن يبقى السؤال :
كيف سيتصرف البرهان ومجموعته بعد هذه المواجهة المباشرة وهل يكمل ما كان يفكر جعفر النميري فيه بالقضاء على قيادات الحركة الإسلامية المتطرفة ويبدأ في إعادة ترتيب الحركة السياسية في البلاد بعدد من المصالحات أم أنه سيواصل مهادنة المجموعة الكيزان التي تلتف حوله، والأيام القادمة هي وحدها التي ستجيب على السؤال..
والثوره في كافة الأحوال لن تتوقف..
والقصاص سيظل راية مرفوعة لن تسقط..
والمجد والخلود لشهداء الثورة العظيمة..
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ