(١)
التفاوض عِلم تحكمة شروط ومقومات وهو تعبير عن توازن القوة لايخرج عليه ولايسير بالرغبات والأحلام و لايسلبك المستحق ولايعطيك حق الغير ، منهج التفاوض الواقعية التى تحافظ على المكاسب الممكنة وتتقبل الخسائر المحتملة وتستوعب بعض الإكراهات الجبرية للواقع ، لاحظت منذ تعيين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى توم بيريلو هناك توجه لوضع مسافة بينه والقوى المدنية الديمقراطية الرافضة للحرب الممثلة فى تقدم وبقية الفصائل
فى إعتقادى تقييم الأمريكان لتجربة فولكر بأنه أثار حفيظة الأطراف الآخرى فى العملية السياسية بقربه بلا تحفظ من التيار الديمقراطى فى ساحة صفتها الإنقسام وضعف أسس التوافق وقبول الحقائق حتى الموضوعية منها كجزء من تراث التخلف السياسى التمترس ثم التمترس حتى لو تحترق روما كلها .
(٢)
لاحظت مقابلات توم بيريلو فى يوغندا وكمبالا وأثيوبيا وكينيا كلها مع منظمات شبابية مغمورة ومحايده بشكل عام يقوم بترتيبها مستشاره السياسى ولدنا أبن سنار محى الدين بهدف الوقوف على مسافة واحدة وترك كل الأبواب مفتوحه كتكتيك تفاوضى *هل سينجح ذلك فى الساحة السودانية أم يهدر الوقت فى غياب الحسم؟*
(٤)
لاحظت توجه واضح من المبعوث الخاص لتفهم توجهات القيادة المصرية وتقليل مخاوفها بخصوص القوات المسلحة، وهذا مطلوب مصر دولة محورية فى المنطقة وذات خصوصية بالنسبة للسودان وشريك فى كل التداعيات القائمة والمحتملة ، أخذ وجهة نظرها ومصالحها فى الحسبان جهد مطلوب يساعد فى تحقيق السلام ووقف الحرب وكذلك بقية دول الجوار .
(٥)
فى تقديرى الأمريكان ومبعوثهم الخاص توم بيريلو يريدون جر الطرف المتعنت لطاولة التفاوض (القوات المسلحة) قالت ذلك بشكل صريح السيدة ليندا قرينفيلد ممثلة الولايات المتحدة فى مجلس الأمن Drag Them To The Table فى آخر لقاء لها مع القارديان الأمريكية على اليوتيوب .
(٦)
ملاحظ الأمريكان يريدون تقديم تسهيلات كلامية Sweetener للفريق البرهان والجيش وحلفاءه حتى يقفلوا أمامهم كل أبواب الذرائع برفض التفاوض وبعدها يحملونهم المسئولية بشكل واضح ليواجهوا المضاعفات Consequences.
(٧)
*لكن السؤال المهم هل يمتلك البرهان ومن خلفه الجيش وحلفاءه خيار ذو جدوى غير التفاوض ؟؟ هل بمقدورهم الإستمرار فى الحرب ؟ *فى تقديرى الإجابة لا* ذاتياً وموضوعيا لا ، إستمرار الحرب يعنى مزيد من الخسائر الرسم البيانى لتطور الحرب يقول مفاوضات مايو فى جدة كانت أفضل من حيث الكروت التفاوضية للقوات المسلحة من مفاوضات نوفمبر ومفاوضات نوفمبر كانت أفضل من المنامة والآن جنيف نحو السقف الأقل ، كونك تقول أنا قوى وقادرعلى الحسم دون شواهد تسند قولك كلام لايصدقه أحدمن خلال لعلعة مكبرات الصوت ، الكلمة موضوعياً لها شُحنة مساوية لها من الواقع إذا لم تتوافق معه تصبح بندق فى بحر ، كل هذا التعنت المشاهد من طرف الجيش وحلفاءه فى تقديرى *لتحقيق مكاسب وضمانات ما قبل التفاوض*
فهم يلوحون بما لا يملكون والعالم يعرف ذلك ؟؟ ولذلك لن يحصلوا على شئ ذو معنى ووزن غير المجاملات اللفظية Lip Service بالعربي الفصيح قزقزة تسالى .
(٨)
فى تقديرى إذا فشلت مفاوضات جنيف القادمة فى الوصول لوقف لإطلاق النار سيحدث واحد من أمرين تدخل إنسانى لحماية المدنيين أو سيهمل العالم السودان لمواجهة مصيره على الأقل ستة إلى ثمانية أشهر مع ضغوط تحت الطاولة ضد المتعنتين حتى الإنكسار
*سبق أن قلت مفاوضات جنيف مثل بيضة أم كتيتى فى المثل السودانى كان أخذتها تقتل أمك وكان تركتها تقتل أبوك* يعنى خسران ×خسران =خسرانين .
(٩)
ختامة
هذه الحرب هى مأزق الحركة الإسلامية التاريخى فى السودان الذى وضعت نفسها فيه *بخطأ تقديراتها للثورة والجيش وللدعم السريع* لذلك ليست أمامهم طال الزمن أو قصُر غير أن يدفعوا التكلفة No Free Meal *عليهم قبول خسارة اليوم ولاينتظروا مزيد من الخسائر غداً*
لايوجد أى إحتمال للربح بالمعطيات الراهنة وفق التحليل المنهجى ، إلا إذا حدثت معجزة وأعتقد قد إنتهى عهد المعجزات بلا مقدمات .