منذ اندلاع الحرب في الخا مس عشر من ابريل الماضي غابت الصحف السودانية وجف مدادها وتعرضت بعض مقارها في الخرطوم الى التدمير وتوقفت كذلك قناتي السودان والنيل الازرق بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على مقارها بأمدرمان قبل أن تتم اعادة بث تلفزيون السودان من العاصمة الادارية بورتسودان بعد مضي عدة شهور منذ بدء الحرب وتوقفت كذلك قناتي البلد والشروق واذاعات ال(اف ام)باستثناء اذاعة القوات المسلحة واذاعة بلادي التي كانت تبث من مدني وتوقفت بعد إجتياح قوات الدعم السريع ولاية الجزيرة وكذلك تم إغلاق فرع وكالة سونا بمدني وتوقفت عدد من المواقع الالكترونية هذا الواقع المأساوي الذي دفع ثمنه المئات من الصحفيين وتجرعوا مرارته انعكس كذلك على الرأي العام السوداني الذي وجد نفسه حبيس الشائعات والاكاذيب والمعلومات المضللة التي تنتشر عبر وسائط التواصل الاجتماعي
استهداف الصحفيين
وقال رئيس تحرير صحيفة الجريدة أشرف عبد العزيز للراكوبة ( من المؤكد غياب الصحافة عن نقل الاحداث خاصة في مثل هذه الحرب العبثية والكارثية له تآثير واضح فالصحافة لم تستطع العمل منذ اليوم الاول للحرب لأن هناك استهداف للصحفيين وكذلك لكل وسائل الاعلام في المناطق التي تشتعل الحرب في اوراها وبالتالي هذا سمح للجنود ارتكاب كثير من المجازر والفظائع التي من الصعب جدا ان يتم رصدها ونقلها للرأي العام إذن اكثر شريحة تضررت من هذه الحرب وتشرددت هم الصحفيين وكذلك اكثر شريحة تأثر الراي العام لغيابها هم الصحفيين لانهم لم
يستطيعوا نقل كل تفاصيل هذه الحرب العبثية لانهم محل استهداف لدى كل الأطراف المتحاربة. والمتنازعة بعضهم طالته الاعتقالات وبعضهم طالته يد الغدر والقتل وغير ذلك كثير من الامثلة والشواهد على الانتهاكات التي عانى منها الصحفيين ورصدتها النفابة في تقارير مفصلة ولابد للمجتمع الدولي والاقليمي الاشارة الى هذه النقطة وهذه النقاط المهمة باعتبار إن غياب الصحفيين يمكن ان يؤدي ايضا الى طمس كثير من الحقائق وغيابها من الوصول للراي العام وبالتالي محاسبة من قاموا بالانتهاكات البشعة ضد المدنيين العزل
أزمة مصداقية
وفي رده على سؤال حول فشل الاعلام السوداني في تحويل مركز الاهتمام العالمي لمايجري في السودان أكد الصحفي أحمد عمر خوجلي بأن
الاعلام المحلي تأخر كثيرا في عكس مجريات الحرب و وكل تفاصيلها التي كان يمكن ان تحول السودان الى مركز اعلامي كبير وأرجع ذلك لاسباب مرتبطة ببنية الاعلام السوداني القديم من نواحي تدريبية اولوجستية أو من ناحية الامكانات المادية بالاضافة الى مشاكل اخرى ترتبط بطبيعة هذه الحرب أو طبيعة الأطراف المتحاربة والاعلاميين الذين اتاحت لهم الظروف ان يكونوا مخبرين بهذه الحرب ويعكسوا دور الاعلام السوداني في تنوير الرأي العام المحلي والعالمي بمجرياتها والجهود الإنسانية والضحايا والخسائر و لبست هناك حماية كافية للصحافيين وليست هناك ثقة
كافية من الأطراف تجاههم ولفت الى أن طبيعة حرب المدن عند حد كبير تجعل الصحفي في مرمى نيران الأطراف المتصارعة هذا اذا كان الصحفي فعلا محايدا
واشار الى أن واحدة من المشاكل الاخرى عدم الحياد
ونوه الى الى أن مخرجات هذه الازمة اتاحت فرصة لنشطاء التواصل الاجتماعي والميديا الرقمية ودفعتهم للملء هذا الفراغ كصحافة مواطن
وذكر ( للاسف المواطنيين الذين يحاولون عكس مجريات الاحداث دائما يكونون عرضة للاستقطاب و للراي الشخصي تجاه ذلك مما أدى الى حدوث أزمة معلومات ومصداقية لافتقاد صحافة المواطن لمعايير العمل الصحفي
).
سفطات مهنية
وأكد انه حال توفر منصات للصحافيين كانوا سيعرضون جزء من اتجاهات و اخبار ومصادر المعركة لكنهم أصبحوا جزء من الصراع ولفت الى أن هذه الاسباب اعطت الاعلام الخارجي فرصة كبيرة واستدرك قائلا لكن الاعلام الخارجي ظهر فيه نفس ماحدث في السوسشيال ميديا السودانية ووسائل الاعلام الشحيحة التي حاولت ان تعمل لأن المصادروالمعلومات هي نفسها مما أدى الى السقطات الكبيرة التي وقعت فيها بعض الفضائيات لانها استندت على معلومات مضللة أو معلومات اخرجت حتى تخدم اعراض عسكرية سياسية معينة وتسبب ذلك في ملء هذا الفراغ بالاكاذيب والتضارب والأخبار ذات الاجندات المحددة
وأكد ان تفاقم مشكلة المصادر في ظل الحرب أدت الى تخوف المصادر المسئؤولة من الادلاء بالمعلومات الصحية والاغاثات ناهيك عن المعلومات العسكرية فاقتصر الاعلام الرسمي على المنصات الحكومية ومنصة الناطق الرسمي للجيش
اللغز الكبير
بالمقابل فإن اعلام الدعم السريع بحسب
خوجلي استفادد كثيرامن الامكانيات وااتجهيزات الكبيرة والتي صرفت عليها أموال طائلة ؤأردف حاولت ان تستغل جنودها وبعض المشاهير في نقل المعلومات ووجهات النظر التي تخدم اجندتها ومعركتها مع الجيش السوداني من خلال الميديا والفيسبوك والتيك توك واستدرك قائلا لذلك شاهدنا كثير من السقطات التي عرضها الدعم السريع من خلال اللغز الكبير في وضعية قائد الدعم السريع وقطع بحدوث تجاوزات مهنية وخدع مورست في كثير من لقاءاته الأخيرة باعتبارها جزء من المعركة الاعلامية ولفت الى أن الجيش يصدر بياناته وبعض تعليقات مقاتليه في فيديو وفي المقابل يخرج الدعم السريع المئات أو الآلآف التسجيلات الصوتية وتسجيلات الفيديو وحتى لقاءات قياداته المختلفين بالاضافة لماتتيحه الفضائيات لمنسوبي الدعم السريع
واشار الى أن الصحف كانت كثيرة ولديها مشاكل طباعة الى جانب مشاكل التمويل والتوزيع بجانب انعدام المواكبة وعدم توفر التدريب الكافي للصحفيين على مستوى مهني
ولفت الى إن الحرب جاءت بمشاكلها الإضافية فانعدم تماما دور الاعلامي باستثناء بعض الومضات و الاجتهادات الفردية من بعض المواقع مما أدى الى غياب المعلومة الحقيقية والموثقة الا بمايخدم الأطراف
وحول اسباب غياب الصحف السودانية اكد أنها
مرتبطة بالخرطوم بإستثناء بعض الاجتهادات حيث أن المعامل والطباعة والصحفيين ومصادر المعلومات كلها كانت مربوطة برأس الدولة لذلك كانت المواقع الالكترونية رهينة بالموقع الجغرافي لكل صحيفة ولفت الى الصحافة كانت تعاني كثيرا من الضربات الاقتصادية والضعف المالي الى جانب ان مشاكل انتشار الميديا والاعلام الجديد أضعف دورها وزاد عندما حدثت الحرب واستهدفت الخرطوم مكان الصحافة والدور الصحفية والمطابع تفاقم التحكي كثيرا في جميع ولايات السودان فليس هناك مطبعة لطباعة الصحف حتى تسد بعض الفراغ وحتى تصدر بشكل مؤقت من خارج الخرطوم ولفت الى أن المشاكل الاقتصادية واللوجستية المربوطة بالصحاقة بالاضافة الى مشاكل تراجع الصحافة الورقية جعلت ذلك الأمر مستحيلا بجانب تشتت الصحفيين وتوزغهم وضعف الانترنت وانعدام الدخل المتصل بالاعلانات مما تسبب في اختفاء كامل للصحافة ونوه الى أن المعلنين والشركات الكبيرة اصبحوا خارج الاسواق و توزيع السلع وعمليات البيع والشراء أصابها اختلال كبير لذلك الصحافة اذا صدرت في هذه الظروف فإن ذلك يكون من رابع المستحيلات.
انتشار الشائعات وخطاب الكراهية
من جهته أكد رئيس نقابة الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس تضرر الاعلام السوداني من الحرب وقال في تصريح للراكوبة(
علي الرغم من ان هناك مبدأ في الحروب بان اول ضحاياها الحقيقة الا ان الذي حدث للاعلام السوداني مضاعف حيث وقعت اغلب المؤسسات في مناطق القتال وهذا ادي لتوقفها تماما بنسبة فاقت ال 90%مما جعل مصادر المعلومات مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ادى الي انتشار الاخبار الزائفة والاشاعات. وخطاب الكراهية.)
وفي رده على سؤال حول فشل الاعلام السوداني في خلق تضامن عالمي مع الاحداث في السودان اوضح ان الحديث عن
الفشل في الحصول علي تضامن عالمي يرتبط باهتمام العالم بمناطق معينة ولفت الى ان
90 باامائة من الصحفيين متأثرين بالحرب واردف والاخطر ان اغلب المؤسسات تم نهب معداتها مما يهدد عودة الاعلام حتي لو توقفت الحرب. النقابة
وفيما يختص بدور النفابة تجاه أوضاع الصحفيين ذكر ( النفابة مع محدودية مقدراتها قدمت مساعدات مادية ومساعدات بغرض العلاج لعدد من الزملاء والزميلات وما قدمناه لا يرضينا لكنها محاولة في ظل ضعف مواردنا).