الخرطوم 10 ديسمبر 2023 – في حادثة غير مسبوقة اعترف الجيش السوداني الأحد، باستهدافه قافلة للجنة الدولية للصليب الأحمر كانت تحاول اجلاء مدنيين جنوب الخرطوم ما أوقع قتيلين على الأقل وعدد من الجرحى، متهما اللجنة بعدم التقيد بتعليمات الاجلاء
وتعمل الصليب الأحمر على تسهيل اجلاء المدنيين العالقين في مواقع الاشتباكات المسلحة بالتنسيق مع طرفي النزاع العسكري، كما يسرت خلال الفترة الماضية إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى العسكريين لدى الطرفين في الخرطوم ودارفور.
وقالت اللجنة الدولية في بيان إن الحادث “ادى إلى مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين، بينهم ثلاثة من موظفي اللجنة الدولية”.
وكان من المقرر بحسب البيان أن تقوم القافلة الإنسانية المكونة من ثلاث مركبات للجنة الدولية وثلاث حافلات، بإجلاء أكثر من مائة مدني معرض للخطر من الخرطوم إلى ود مدني عندما تعرضت للهجوم عند دخولها منطقة الإخلاء.
ولم يشر بيان اللجنة الى الطرف المسؤول عن إطلاق النار.
وقال بيير دوربس، رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان: “إن هذا الهجوم غير مقبول، ونحن نشعر بالحزن”.
وأضاف “لقد صدمت من عدم الاحترام التام لشارة الصليب الأحمر، التي يجب احترامها وحمايتها وفقاً للقانون الدولي الإنساني. وكانت مهمتنا اليوم هي جلب هؤلاء المدنيين إلى بر الأمان. وبدلاً من ذلك، فقدت أرواحهم بشكل مأساوي “.
وبحسب البيان فانه تم إلغاء عملية الأحد لإجلاء المدنيين – بما في ذلك المرضى والأطفال والأيتام والمسنين – من منطقة القتال العنيف في الخرطوم حتى يتم إجراء تقييم أمني جديد.
ودعت اللجنة الدولية إلى توفير الحماية الفورية لجميع المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والعاملون في المجال الطبي.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله إن “موكب الصليب الأحمر حضر برفقة عربة مسلحة تتبع لقوات الدعم السريع عليها طاقم مدفع رشاش واقتربت من مواقع الجيش الدفاعية ما أدى إلى إطلاق النار على الموكب ما أوقع عدد من الإصابات بين ممثلي المنظمة”.
وأشار الى أن العملية كانت بمبادرة من القوات المسلحة بالاتفاق مع الصليب الأحمر على إخلاء مدنيين بينهم أجانب كانوا متواجدين بكنيسة القديسة مريم في منطقة الشجرة بالخرطوم.
وتضم منطقة الشجرة العسكرية عدد من معسكرات الجيش من بينها سلاح المدرعات والذخيرة حيث تشهد المنطقة مواجهات عنيفة بين طرفي النزاع على مدى أشهر.
وأوضح المتحدث أن إجراءات التنسيق مع المنظمة تضمنت خط السير ليبدأ من مقابر الرميلة مرورا بمجمع الرواد السكني حتى مستشفى بست كير بضاحية اللاماب كموقع لتسليم المدنيين على أن يكون الدخول للمنطقة بالاتجاه الشمالي.
وأضاف “ممثلو المنظمة الدولية لم يلتزموا بكل النقاط ودخلوا إلى المنطقة من الاتجاه الجنوبي بدلا عن الشمالي وهو ما يعد مخالف لخط السير المتفق عليه”.
وتأسف المتحدث باسم الجيش للحادث الذي قال إنه وقع لعدم التزام ممثلي الصليب الأحمر بنقاط التنسيق التي تم الاتفاق عليها.
في المقابل نددت قوات الدعم السريع بالحادثة، وقالت إن قوة من الجيش أطلقت النار وهاجمت وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما أدى لمقتل أحد أفراد اللجنة واصابة سيدتين على نحو خطر.
وأفاد بيان للدعم السريع ان مكاتبات رسمية تمت مع الجيش واللجنة الدولية تحدد بموجبها المسار جنوب الشجرة.
وأضاف “تحرك صباح اليوم وفد من الصليب الأحمر بعدد ثلاثة عربة لاند كروزر وثلاثة باصات تحمل الاعلام المميزة للصليب الأحمر العلامات المعروفة نحو منطقة الشجرة بالخرطوم لإخلاء عدد من المواطنين والأجانب بينهم راهبات بكنيسة دار مريم”.
وأفاد ان قوات الدعم السريع وفرت الحماية للوفد وانتهت مهمة قوة الحماية في آخر ارتكاز للقوات.
وأردف “تحرك وفد الصليب الأحمر لوحده حسب التنسيق وخط السير المتفق عليه بين الأطراف وعند دخول مركبات الصليب الاحمر مناطق سيطرة القوات المسلحة تم إطلاق النار على عليها بكثافة من قوة تتبع للقوات المسلحة مما أدى إلى مقتل أحد أفراد الوفد في الحال وإصابة آخرين وتدمير 3 باصات واضطر أفراد وفد الصليب الأحمر النزول من المركبات والاحتماء بالأرض لتفادي الهجوم الذي استمر لأكثر من ربع ساعة”.
وبحسب بيان الدعم السريع فان ضابط برتبة العميد يتبع للقوات المسلحة وصل مكان إطلاق النار وأفاد قائد القوة التي أطلقت النار بعدم علمه المسبق بدخول وفد الصليب الأحمر إلى منطقته.
وأشار الى أن الصليب الأحمر اخلى القتيل والمصابين إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع وتم اسعاف المصابين إلى مستشفى السلام. بسوبا بينما توفى القتيل الثاني متأثرا بجراحه.