عاصمة جديدة يطرق وفد قوى الحرية والتغيير السودانية أبوابها، بحثا عن حل ينهي الحرب المشتعلة في السودان.
فقد وصل وفد من قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان، من أجل، تقديم “خارطة طريق” لإنهاء الحرب بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع” التي تدخل شهرها الثامن، واستكشاف الحل السلمي التفاوضي.
واستهل الوفد فور وصوله إلى العاصمة جوبا، اجتماعاته مع لجنة آلية وساطة جنوب السودان، بحضور كل من توت قلواك، مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية، رئيس آلية الوساطة، وديو مطوك، وزير الاستثمار بحكومة جنوب السودان، مقرر لجنة الوساطة، ورمضان محمد عبد الله، وزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وشرح وفد الحرية والتغيير، خلال اللقاء وفق بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”، تطورات الأوضاع في السودان، وتطرق إلى جهود بناء أوسع جبهة مدنية لمناهضة الحرب، واسترداد مسار التحول المدني الديمقراطي، وذلك تأسيسا على الاجتماع التحضيري الذي انعقد في أديس أبابا أواخر الشهر الماضي وشارك فيه ممثلون لطيف واسع من القوى المدنية الديمقراطية وتمخض عن الإعلان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم).
تسريع المفاوضات
بالنسبة إلى محمد عبد الحكم، وهو رئيس القطاع الإعلامي في حزب “التجمع الاتحادي” السوداني، فإن لقاءات قوى الحرية والتغيير في العاصمة جوبا، تعد امتدادا إلى تحركاتها مع الفاعلين الدوليين والإقليميين، بهدف دفع القادة المؤثرين على طرفي النزاع لتشديد الضغط من أجل تسريع العملية التفاوضية في منبر جدة.
وقال عبد الحكم لـ”العين الإخبارية”، إنه “في القاهرة التقت الحرية والتغيير قبيل مغادرتها إلى جوبا بساعات قليلة بوفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي، شمل الاجتماع نقاشا واسعا حول الوضع الإنساني المزري في البلاد، وكيفية معالجة الخلل في إيصال المساعدات، إضافة إلى شرح بخارطة الطريق التي توافقت عليها قوى الحرية والتغيير لوقف الحرب ومعالجة تداعياتها، وآليات استعادة مسار التحول المدني.”
وأضاف أنه “في جوبا سيتم أيضا طرح خارطة الطريق تلك على قيادة دولة جنوب السودان، وحث الرئيس سلفا كير على مواصلة الضغط على الجنرالات لوقف إطلاق النار، وتسريع العمل التفاوضي، والالتزام بما تم التوافق عليه حول فتح مسارات لإدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.”
أوراق ضغط حقيقية
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، محمد الأسباط، إن اللقاءات التي تعقدها قوى الحرية والتغيير في العاصمة جوبا لا تتجاوز الحضور الإعلامي والدبلوماسي باعتبار أن دولة جنوب السودان لا تمتلك أوراق ضغط حقيقية على طرفي القتال في السودان.
وأضاف الأسباط لـ”العين الإخبارية” أنه “كما أن دولة جنوب السودان في حاجة إلى من يعينها على معالجة مشكلاتها، وليس لديها خارطة طريق واضحة، وتمضي خلف مبادرات الأطراف الأخرى”.
وتابع قائلا إن “جوبا ليس لديها تصور محدد لحل المشكلة في السودان، ولم تقدم مجرد مقترح لإيقاف الحرب، وإطلاق هدنة لأسباب إنسانية.. بالتالي هي زيارة إعلامية ودبلوماسية لا أكثر ولا أقل”.
خارطة طريق إنهاء الحرب
ومع طول أمد الحرب، طلبت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، لقاء مباشرا مع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، لإيجاد حل سلمي ينهي الحرب ويؤسس للسلام المستدام.
وذكر الخطاب المعنون إلى البرهان، بـ”مقترح خارطة طريق لإنهاء الحرب في السودان، واطلعت عليه “العين الإخبارية” أنه “تدخل حرب 15 أبريل/نيسان شهرها الثامن، وتهدد يوما بعد يوم تماسك السودان ووحدته وسيادته”.
وأضاف الخطاب “كلفت الحرب البلاد آلاف القتلى وملايين النازحين واللاجئين، وارتكبت فيها جرائم فظيعة لن تمحى من الذاكرة الوطنية، ومزقت النسيج الاجتماعي، ودمرت البيئة التحتية والإنتاجية.”
ودعا الخطاب إلى نبذ الحلول الحربية واختيار مسار حل سلمي تفاوضي يخاطب القضايا التي أدت لاندلاع الحرب، ويعالج الآثار الكارثية التي نتجت عنها، ويجعل من هذه الحرب آخر حروب السودان ليعيش موحدا تحت ظل سلام مستدام، ويؤسس لدولة سودانية تعبر عن جميع مكوناتها بعدالة وإنصاف.
وأعرب الخطاب عن اقتراح قوى الحرية والتغيير مسودة أولية لخارطة طريق لإنهاء الحرب، تطرحها للمناقشة لتطوير حل سوداني خالص ينهي الحرب ويؤسس لسلام مستدام وتحول مدني ديمقراطي حقيقي يدير فيه شعبنا نفسه دون عنف أو إقصاء أو تمييز.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.