ضو البيت يوسف احمد
تاريخ حركات التحرر الوطني في كل العالم دائماً ما يُنشِئها الوطنيون الصادقون المخلصون والذين لديهم vision لتطبيقها على أرض الواقع حال نجاح ثورتهم ووصولها إلي الهدف المحوري الذي دفعهم للنضال.
المؤسف أن هذه الرؤية دائماً ما تكون حبيسة في عقول ال founder أو المفكر الذي طرح الفكرة وإجتمع الناس حولها وأيدوها فقد تكتب جزء منها أي الرؤية وهو ما درج تسميته بالدستور أو النظام الأساسي الذي يصبح هو المنظم للعلاقات الرأسية والافقية السياسية والتنظيمية لحركة التحرر المعنية ولكن يظل جزء كبير جداً من تفاصيل تلك الرؤية في عقل المدبر فإن قُدِّر له الوصول إلى محطته النهائية فقد يعمل على تطبيقها فعلاً وعملاً ينعكس على الإصلاحات التي من شأنها وضع أسس موضوعية وبطرق علمية عبر الإستشارات والدراسات والبحوث لإصلاح مؤسسات الدولة والمجتمع.
حركة العدل والمساواة السودانية كإحدى حركات التحرر الوطني أسسها الشهيد الدكتور خليل إبراهيم محمد ورفاقه الذين منهم مَن قضى نحبه ومنهم ما يزال حياً لكنه كالشيطان الأخرس أو بالأحرى تخلى عن الاهداف النبيلة التي تواثق عليها مع الشهيد خليل وفور وصولهم للسلطة عبر تلك الإتفاقية( إتفاقية جوبا لسلام السودان) سيطرت عليه الأنانية بكل أنواعها والمحسوبية النتنة والمصالح الشخصية والأسرية المكتسبة كإستحقاق للإتفاقية مثل الوزارات وبعض المؤسسات المالية الضخمة والتي فسدوا فيها فساداً يفوق فساد من ثاروا ضدهم وحملوا السلاح واستشهد في سبيل إصلاح تلك المؤسسات آلاف الشهداء ومنهم مَن آثر الصمت المعيب وهو يرى أن مؤسسة العدل والمساواة السودانية العظيمة تتهاوى للسقوط ولكن فَضٍَل مصلحة الأسرة على إصلاح المؤسسة التي في حال إصلاحها ربما تفقد الأسرة مواقعها المرموقة داخل الحركة بما فيها رأس الحركة ولذلك آثر الصمت ولم ينطق بكلمة واحدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلى أن حدث ما حدث. حيث أنه عندما قرر أبناء كردفان الخروج من الحركة وأعلنوا ذلك في مؤتمرهم الصحفي في إبريل٢٠٢٢ إتصل أحمد آدم بخيت وزير الرعاية الإجتماعية بتلك المجموعة والمكالمة مسجلة وموجودة قال لهم بالحرف الواحد. أنا متفق معكم أن الحركة إنحرفت عن مسارها وأن عبد العزيز عشر يقود الحركة للهاوية وأن كردفان مظلومة.. ضحك من كانوا يسمعون له عبر السماعة الخارجية وسأله أحدهم طيب منتظر شنو يالسيد الأمين أحمد آدم طالما أنت على قناعة بكل ذلك صمت دهراً ونطق كفراً وللتذكير المكالمة مسجلة وموجودة الآن..هذا نموذج للذين باعوا دماء الشهداء ودموع الأرامل والأيتام بالمناصب والوزارات.
حيث أنه في أول رحلة خارجية لرئيس الحركة حينذاك جبريل إبراهيم ومعه بعض من أفراد أسرته ورافقهم آخر دلدول إلي تركيا إلتقوا بقيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية الذين أشعلوا الحرب في دارفور وكل مناطق الهامش السوداني وإن شر البلية ما يضحك في لقائهم مع عناصر النظام البائد في تلك الزيارة تم تغييب ذلك الدلدول عمداً هههههه.
إذن لماذا يلتقي جبريل إبراهيم مع مَن خططوا وفق عمل ممنهج لذلك الحريق في دارفور تلك الحرب الذي كان مقصوداً منها وفق برامجهم الذل والإفقار وكسر شوكة بعض الإثنيات في دارفور وذلك حتى يفقدوا أرضهم ومالهم المتمثل في الماشية والأنعام وذلهم ليفقدوا كبريائهم وشموخهم ويضعوهم في معسكرات الذل والهوان ليقتاتوا من المنظمات لماذا يجلس جبريل إبراهيم مع مَن دبروا لإغتيال أخيه وشقيقه زعيم المهمشين وحامل لواء المظلومين لماذا يجلس جبريل إبراهيم مع هؤلاء وهو يعلم أنه في سبيل تغيير نظام الحكم في السودان الذي كان يسيطر عليه هؤلاء القتلة الذين صدرت في حق قيادتهم أوامر قبض من المحكمة الجنائية الدولية في سبيل ذلك قدمت الحركة الآلاف من الشهداء وترملت المئات من الأسر والآلاف من الأطفال الذين أصبحوا في عداد اليتامى والفاقد التريوي بل مئات من الأسر الذين ما زالوا لا يعرفون مصير أبنائهم هل احياءً أم أموات وإذا كانوا أمواتاً أين دفنوا وهم الذين درجت الحركة على تسميتهم المفقودين في معارك قوز دنقو الشهيرة تلك القشة التي قصمت ظهر البعير ولنا في تلك المعركة مقالات نكتبها عن من الذي خطط لها وساق هؤلاء الشباب العزل لتلك المحرقة وهو يعلم مصيرها..
نواصل ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤