قلنا وما زلنا نقول ان الخطأ في الحسابات السياسية تكلفته عالية جدا فان تغريدة مناوي بشأن استجداء حضور المفاوضات في جنيف كانت صادمة لمناصريه ولحركته لان مثل هذه المواقف السياسية من المفترض ان تكون مشروطة وبضمانات مع الجيش او حتي حلفائه الاسلامين الذين يطلب لهم الحضور دائما في اية معادلة الحل .كان ذلك ينبغي ان يكون قبل ترك مربعة الحياد ودخول الحرب بجانبهم.
السيد مناوي لم يدرك حقيقة انه كان في الموقع الخطأ لان المجتمع الافريقي والدولي والعربي لديه اصرار علي تصفيه وجود المؤتمر الوطني او قل الاسلامين من معادلة السلطة في السودان بشكل حاسم ونهائي مهما كلف الامر ولو اضطروا وقوف بجانب الدعم السريع لان ذلك رغبة الشعوب السودانية الذين قاموا بالثورة واطاحوا بالديكتاتورية والتي هي اسوأ من نوعها عبر جيش اقلق مضاجع الشعوب السودانية ودول الجوار والمحيط الاقليمي .بالثورة السلمية المذهلة. والشكل الاخير للمؤتمر الوطني يتشكل في قيادة الجيش السوداني والمليشيات المتوافقة معها وبالتالي هذا الجيش بات المستهدف الاول .لانه يعمل لحساب الاسلامين بشكل واضح لا لبث فيه.
فان الوقوف مع الجيش تحت اية زريعة يعني العمل لعودة المؤتمر الوطني او الفلول الذين يمولون الحرب بالمال والرجال من خلف الستار باسم الجيش وأحيانا بوجودهم الفعلي بقواتهم تحسبا لاية تطورات تحدث للجيش.
بالطبع السيد جبريل مواقفه لا تحتاج لاجتهاد لكونه جزء من المشروع الإسلامي جناح صلاح قوش وقال ان قواته صارت جزء من الجيش السوداني او كما قال .ويكون له ما للاسلامين في حالة انتصارهم وعليه تبعات الهزيمة ايضا .
اما السيد مناوي وضع نفسه طوعا امام الغضب الدولي والاقليمي والشعب السوداني لحسابات لا احد يعلم جدواها غيره ومستشاريه .ولكن تهديده المبطن لمصير اتفاق جنيف في حالة تغيبه هو المدهش لان هذا الاتفاق بين الجيش والدعم السريع لهدفين فقط وقف القتال وبدأ في الترتيبات السياسية لمستقبل السلطة في السودان بعيد من المؤتمر الوطني وواجهاته هو بند الذي تكرر في كل المفاوضات .فالمطلوب من الوسطاء عليهم التعامل مع المناوي في المكان الذي وضع نفسه ،عندما صار جزء من الجيش بطوع ارادته بدلا ان يكون في موقع الحياد ليكون اتفاق جوبا حاضرا في كل اتفاق من دون ان يكلف نفسه حتي الحضور . اما الان فان وفد الجيش هو الذي يمثل كل المقاتلين بجانبه فليس من الممكن ان يتم دعوة كل المليشيات التي تقاتل بجانب الجيش من الدفاع الشعبي والبراؤون وكتاب الظل والمشتركة ومليشيات اخري لا حصر لها .
فان الشئ الطبيعي ان كل هذه المليشيات لو كان لديها دور فاعل وجهد مقدر لدي الجيش ان يتم تكوين وفد يمثل كل هذه المليشيات ويمثل الدعوة المقدمة للجيش لا ان اي منها تطلب دعوة منفصلة لحضور المفاوضات قد ترفض او تتفق في القرارات التي يوافق عليها الجيش اولها حل هذه المليشيات. فان التهديد يفترض ان يوجهه للجيش في حالة اقصائه من الحوار مع ان حضوره او عدمه لا يغير في الواقع حاجة لان المطلوب من الجيش قبول املاء الشروط فقط ان يوافق علي وقف القتال ويقبل الاصلاح ليكون جيش قومي بعيد من سطوة الاسلامين وان يقبل بسلطة مدنية والتي منوط بها القيام بالترتيبات السياسية اللاحقة كلها مهام الجهاز التنفيذي لا علاقة لها بالجيش الذي يطلب منها ان يذهب الي ثكناته.
فالسيد مناوي يعلم ان الحرب تنتهي بالتفاوض ما هو حساباته لو وجد نفسه تحت ارادة جيش الفلول وهو الشئ الطبيعي بعد ان باع معداته العسكرية للجيش واعتمدت التراتبية العسكرية لقواته من ضمن جيش الفلول وتم توزيع جيشه للوحدات العسكرية وكان القصد من الخطوة الاخيرة هو قطع الطريق في حالة قرار التراجع.