هل ينجح الفيتو الروسى والصينى فى منع نشر قوات اممية لحماية المدنيين فى السودان؟
أدم عيسى حسابو
الاستهانة بتوصية بعثة تقصي الحقائق للسودان لمجلس حقوق الإنسان ووضع فرضية ان الفيتو الصيني والروسي سوف يقف أمام إصدار قرار يصبح ملزم التنفيذ لحماية المدنيين بإرسال قوات أممية للحماية ..فليأخذوا معهم التاريخ القريب وبالذات القرارات التي صدرت ضد حكومة الدكتاتور البشير منها إحالة ملف دارفور لمحكمة الجنايات الدولية وبعثة اليوناميد وحظر السلاح وغيرها من القرارات الاممية العراق وسوريا واليمن وغيرها كلهم كانوا أصدقاء للصين وروسيا اللتان لم تستخدما الفيتو بل الصين دائما تصوت لصالح تمرير القرار وتكتفي بالتحذير إما روسيا دائماً تمتنع عن التصويت ومعروف عدم التصويت هو الرضا الخجول عن القرار..
أيضاً علي كل من يعول علي حق الفيتو للصين وروسيا لابد أن يأخذ معه مصالح الصين في بترول الجنوب وشركة CNPC التي زارها سلفاكير اخيراً بنفسه إبان القمة الأفريقية الصينية ..هل من مصلحة الصين استمرار القتال في السودان ويستمر تضرر مصالحها في بترول جنوب السودان أم القوات الاممية التي من الممكن أن تكون الصين جزء منها وتضمن إنسياب البترول وضمان مصلحتها ..
وبنفس الفهم يأتي دور روسيا ومصالحها مع السعودية التي بدأت تذدهر في ظل الحرب الأوكرانية الروسية بل ساعدت السعودية في إطلاق الصحفي الأمريكي بعملية تبادل مع رهائن روس وبسؤال بسيط هل من مصلحة السعودية إستمرار الحرب الذي سوف يمكن لإتساع نفوذ إيران في البحر الأحمر؟
أيضاً علي المعولين علي الفيتو الروسي الصيني للوقوف ضد القرار المرتقب والذي أراه قريباً أن يأخذوا معهم مصالح الصين في الهضبة الأثيوبية وكينيا ويوغندا وموقف تلك الدول من الحرب وموقف الاتحاد الأفريقي وتجميد عضوية السودان بسبب إنقلاب ٢٥ أكتوبر المشؤوم..
لا أعتقد أن مصالح أصحاب الفيتو في السودان تساوي ١% من مصالحها مع تلك الدول التي ذكرت ولها مصلحة حقيقية من إستقرار السودان واستمرار الحرب يعني تمدده لدول الجوار وتهديد مصالح أصحاب الفيتو…
نعم القرارات الأممية صدورها معقد جداً وتلعب فيه مصالح الدول الكبري العامل الرئيسي ..وتسبقهاً عمل تحتي كبير لا يراه العامة مثلنا ولا سفير الجيش الحارث المنفعل الذي إتبع رغبة مؤسسة المؤتمر الوطني العسكرية في الإستمرار في الحكم…
أخيراً الانتخابات الامريكية علي الأبواب سوف يستخدم الديمقراطيون كل نفوذهم لوقف الحرب قبل نوفمبر ولا يفوت علينا قدرة تأثير الولايات المتحدة علي العالم الذي تحكمه الأمم المتحدة ..
اذا صدر القرار المحتمل سوف يكون لمصلحة الشعوب السودانية أولاً وهي المستفيد الأول بوقف سفك الدماء والذي سوف يحظر الطيران الحربي الطائش الذي دمر البنية التحتية وقتل الأرواح البريئة ويوقف المدفعية من الجانبين الدعم السريع والجيش ..
المستفيد الثاني هو الدعم السريع لأن سوف يسود الهدوء في أماكن سيطرته وإنتشاره…ويتوقف الطيران الذي زعزع المواطن..
الخطر من القرار..
هو بطريقة عملية كرس للنموزج الليبي بتجميد ولاية كل مسيطر علي ما سيطر عليه ..
وهذا كله بسبب ممانعة جيش المؤتمر الوطني والمتحالفين معه من الوقوف في وجه اي مبادرة تدعو للسلام وأخطرها جنيف الأخيرة التي حشد لها العالم كل إمكانياته وكبار دبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية….
تحدثنا من قبل عن ضرورة نزع الشرعية من حكومة بورتسودان التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني وذلك بتكوين حكومة وحدة وطنية تدير المشهد الوطني وتحافظ علي وحدة السودان أرضاً وشعباً وتوقف سفك الدماء بالتعاون الجاد مع المجتمع الدولي والعمل في الأرض مع المواطن السوداني ، هذا هو المخرج الذى نراه ان يكون المجتمع الدولى عامل مساعد لإعادة الشرعية إلى الشعب السودانى وذلك بتشكيل حكومته ويصبح الشعب هو الفاعل الاساسى ، ولاسيما ان الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات، وهذا يستدعى ان تتحرك القوى المدنية المؤمنة بوقف الحرب خطوات كبيرة وتزيد من وتيرة الفعل السياسي القوى والمؤثمر ويستصحب معها كل القطاع العريض الذى يقف ضد استمرار الحرب ، نحن نرى وهنا كثر يذهبون إلى هذا الرأى انه افضل الخيارات .
أدم عيسي ابراهيم حسبو
……٧ سبتمبر ٢٠٢٤