محمد عصمت
*في شهر يونيو الماضي حَذَرت الأمم المتحدة من أن السودان سيواجه (قريباً) أكبر أزمة جوع في العالم، وفي ذات الوقت إنتقدت منظمات دولية ما يُعتبر (صمتاً دولياً) أزاء هذه الكارثة أي كارثة الجوع وهو ما يُنذِر بإنزلاق الأمور في السودان المُمزق أصلاً بالحرب إلى ما هو أسوأ من التَمزُق.*
*في الثامن من ذات شهر يونيو نفسه وبعد مُطالعة لتقارير وبيانات كثير من المنظمات الدولية وفي مقدمتها تحذيرات الأمم المتحدة كتبت داعياً الفريق البرهان أن يتخذ قراراً عاجلاً يمكن أن يحفظ للسودان وحدته وللشعب كرامته وللجيش (هيبته) مُذكِراً إياه أن تَواتُر الفُرص لا يعني دَوامَها، فلو تَتَبعنا خُطوات الأُسرتين الدولية والإقليمية خطوة تلو الأخري لوجدناهما يَتَكرمان بالفُرَص حد الإغداق الذي ربما أَوْهم صُنّاع القرار في كابينة الفريق البرهان أن أمر التعاطي مع هموم ومخاوف الأُسرتين الدولية والإقليمية جراء إستمرار هذه الحرب هو أمر مَيسُور في ظل حالة الصراع وتجاذُب المصالح التي تشهدها منطقتَي الشرق الأوسط والبحر الأحمر دون أي إعتبار للعامل الأعلي أهمية في حالة الصراع وتجاذُب المصالح هذه وهو المصالح الإقتصادية التي تتميز بها علائق أطراف هاتين الأسرتين (الدولية والإقليمية) في منطقتَي الشرق الأوسط والبحر الأحمر.*
*يقيني أن التَكرُم بإغداق الفُرص لقيادة الجيش ربما يمتد ولكن إلي حين يبدو قريباً فالدَوَام هو حال أُلُوهِي كما نعلم ولَيتَهم يعملون*
*في الوقت الذي نشهد تصريحات الفريق ياسر العطا أمام المَلأَين الداخلي والخارجي بالذهاب نحو عسكرة الدولة لإثني عشر سنوات قادمة رغم الفشل المُتعدِد عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً نشهد أيضاً تَسارُع وتطابُق وتناغُم مواقف الأُسرتين الدولية والإقليمية تجاه الحرب الدائرة الآن في السودان وما تَرَتب علي إستمرارها من كوارث إنسانية يَصعُب علي العالم أن يلزم تجاهها الصمت، فلأول مرة ومنذ عقود خلت يُؤسَس تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وفي عضويته كيانات دولية وإقليمية ذات ثِقل كالإتحادين الأوروبي والإفريقي بجانب دول مؤثرة في المنطقة كالسعودية والإمارات ومصر ويُتوقع أن تنضم إليه دول أخري تحت مُسمي تحالف من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان والمعروف إختصاراً بتحالف الألب (ALPS)، وإذا ما أَعقَلنا ظَرْف تأسيس هذا التحالف مع ظرفين آخرين أولهُما إطلاق النداء الإنساني العاجل من السيد/تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في أعقاب زيارته الأخيرة لبورتسودان ودعوته للعالم بعدم خذلان الشعب السوداني وثانيهُما هو الإجازة المُتوقعة لتقرير البعثة الدولية المستقلة التي كونها مجلس حقوق الإنسان وبما فيها من توصيات فإن الفريق ياسر العطا وبتصريحاته تلك يضع حبل المَسَد علي رَقبة الجيش إن كان يَعلَم أو لا يَعلَم، فقد مضي زمان الحُكام الذي ينفردون فيه بالدول والشعوب.*