sudanjem.net – ٢١ مايو 2025 : في خطوة سياسية مفاجئة تزامنت مع تصاعد أعمال العنف في البلاد، أصدر رئيس جنوب السودان سلفا كير مرسوماً رئاسياً عيّن بموجبه حليفه المقرّب بنيامين بول ميل نائباً لرئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – الحزب الحاكم في البلاد.
وجاء الإعلان الرسمي عن القرار في بث مباشر على التلفزيون الوطني مساء الثلاثاء، وسط توتر أمني متصاعد وتكهنات واسعة حول مستقبل القيادة في جوبا، لا سيما مع تقدم كير في السن (73 عاماً)، وتصاعد الحديث عن خليفته المحتمل.
يُعد بول ميل، النائب الثاني للرئيس، من الشخصيات المثيرة للجدل، خاصة أنه يخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2017، بعدما اشتُبه بأن شركته للإنشاءات حصلت على عقود حكومية بطرق غير نزيهة. وبحسب مراقبين، فإن تعيينه في هذا المنصب الحزبي الرفيع يضعه في موقع متقدم لتولي رئاسة البلاد مستقبلاً، في حال تنحى كير عن الحكم.
القرار يأتي في وقت تشهد فيه البلاد توتراً متصاعداً بين فصائل مسلحة متناحرة، بالتزامن مع تحذيرات أممية من اقتراب البلاد من حافة حرب أهلية جديدة. وكانت الأمم المتحدة قد حذرت، قبل أسابيع قليلة فقط، من انهيار الأوضاع الأمنية في جنوب السودان بشكل خطير.
ويرى محللون سياسيون أن تعيين بول ميل قد يكون إشارة واضحة على نية كير تمهيد الطريق أمامه كخليفة سياسي، خصوصاً بعد فرض الإقامة الجبرية على غريمه السياسي والنائب الأول للرئيس ريك مشار، الذي تتهمه السلطات بمحاولة التحريض على تمرد مسلح. وهي اتهامات نفتها حركة المعارضة التي يتزعمها مشار، مؤكدة أن هذه الإجراءات تعني عملياً تعطيل اتفاق السلام الموقع عام 2018، والذي أنهى خمس سنوات من الحرب الأهلية بين قوات كير ومتمردي مشار.
يبدو أن جنوب السودان مقبل على مرحلة جديدة من الصراع السياسي المفتوح، وسط حالة من الغموض حول مصير عملية السلام، ومستقبل السلطة في واحدة من أكثر الدول هشاشة في القارة الأفريقية.