وكالات الانباء – متابعات -الأمم المتحدة – حذر مسؤولون كبار في مجال الإغاثة أمام مجلس الأمن الدولي من أن الحرب الدائرة في السودان تسببت في “أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرًا في العالم”، حيث يواصل أطراف النزاع فرض حصار على المدن ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المنكوبين.
كارثة إنسانية تتفاقم بفعل الحرب
اندلع الصراع في السودان في أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى حالة من الفوضى الإنسانية. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 30 مليون شخص – أي ما يعادل ثلثي سكان البلاد – سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري.
وفي هذا السياق، قال كريستوفر لوكيير، الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، إن “أطراف النزاع لا يكتفون بعدم حماية المدنيين، بل يسعون عمدًا إلى زيادة معاناتهم عبر منع الإغاثة الإنسانية”.
نفي حكومي ومساعٍ لتبرئة الأطراف المتصارعة
ورغم الاتهامات المتكررة، نفت قوات الدعم السريع قيامها بعرقلة المساعدات أو استهداف المدنيين، مؤكدة أن هذه الأعمال تُرتكب من قبل “عناصر خارجة عن القانون”، وتعهدت بالتحقيق في هذه الادعاءات وتقديم المسؤولين عنها للعدالة.
من جهتها، نفت القوات المسلحة السودانية أيضًا الاتهامات الموجهة إليها. وقال سفير السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث محمد، إن “الحكومة السودانية لديها خطة وطنية لحماية المدنيين”، مشيرًا إلى أن أي مشكلات لم تُطرح عليه خلال لقائه مع لوكيير على انفراد.
المجاعة تتفشى وجرائم الاغتصاب تهز الضمير العالمي
حذرت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من أن المجاعة تفشت بالفعل في خمس مناطق بالسودان، حيث يعيش هناك نحو 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة في ظروف كارثية.
وأضافت: “أكثر من ثلاثة ملايين طفل يواجهون خطرًا وشيكًا بسبب انتشار الأمراض المميتة مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، مع انهيار النظام الصحي في البلاد”.
وفيما يتعلق بجرائم العنف الجنسي، كشفت راسل عن إحصاءات صادمة، مؤكدة أن مئات الأطفال تعرضوا للاغتصاب خلال عام 2024، من بينهم 16 طفلًا دون سن الخامسة – بينهم أربعة رضع لم يتجاوزوا عامًا واحدًا.
العنف الجنسي: جريمة ممنهجة تستهدف النساء والفتيات
أكد لوكيير أن فرق منظمة أطباء بلا حدود قدمت الدعم ل385 ناجية من العنف الجنسي خلال عام 2024، مشيرًا إلى أن “معظمهن، بمن فيهن فتيات صغيرات جدًا، تعرضن للاغتصاب على يد مسلحين، وخاصة أثناء عملهن في الحقول”.
خاتمة
مع استمرار الحرب في السودان، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، حيث تحولت البلاد إلى ساحة لكارثة إنسانية تهدد ملايين الأرواح، وسط عجز دولي عن وقف دوامة العنف. فهل يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ السودان قبل فوات الأوان؟