قصة العميد ركن إسماعيل إسحاق ..
هو الأسير الذي وقع في يد الدعم السريع اليوم وقائد حملة الدندر الفاشلة ، وقد ظهر في عدة مقاطع إلتقها محاربون في قوات الدعم السريع .
وسوف أسلط الضوء على جزء من سيرته الشخصية حتى نتعرف على هذا الرجل وماضيه العسكري ..
ينحدر من دارفور ولكنه يسكن مدينة القضارف ، وفي أيام عمله في الخرطوم سكن في بيت شعبي بالصالحة ، دخل الكلية الحربية حسب مؤهلاته وشارك في حرب الجنوب بكل تفاصيلها ، رب أسرة وقد عُرف بالتدين الشديد ، الوقائع على الأرض تقول أنه يستحق أكثر من رتبة عميد ولكن بسبب خلفيته العرقية وتدينه الشديد لم يجد حظه من الترقيات …
قبل الحرب كان في القضارف ولكن تم إستدعاؤه للعمل في القيادة العامة قبل الحرب ، وعندما وقعت الحرب علق داخل القيادة العامة مع البرهان وكباشي ولكنه خرج منها مع مجموعة الفريق كباشي والتي أثبتت الوثائق انها تفاوضت مع الدعم السريع والذي منحها الخروج الآمن …
بعد خروجه من القيادة تم تكليفه بالدفاع عن سلاح المهندسين بأمدرمان فعلق هناك حتى تمكن الجيش من فك الحصار الذي فرضه الدعم السريع ، فذهب العميد إسماعيل إسحاق إلى مصر بغرض العلاج ثم عاد للسودان بسبب إرتباطاته الأسرية ، ومن المفارقات أن الرجل ، وبعد نجاته من كل تلك المحن ، قبل التكليف وقاد حملة الجيش الفاشلة في الدندر وكأن القوات المسلحة لم تلد ضابطاً غيره ، ولم يراعي البرهان مسألة تقدمه في العمر أو وضعه الصحي ، فتم تكليفه بالمهمة المستحيلة ومواجهة قوات يقودها شباب متحمسون للحرب والقتال ، ومن حسن حظ العميد إسحاق أنه إلتقى بالبيشي والذي أكرمه وتعهد بأنه سوف يعامله أفضل من أسير الحرب ، وفي ظاهرة نادرة الحدوث خرج المقدم البيشي عن نصوص البرتكول العسكري واشاد بالعميد إسحاق وحسن خلقه وكرمه ، وفي ظروف الحرب الحالية يتم قتل الأسرى والتمثيل بجثثهم ، ولو إنتصر العميد إسحاق في المعركة فإنه لن يعامل المقدم البيشي بتلك الاريحية ..
والذي أود أن أقوله ان أبناء الهامش في الجيش السوداني يتعرضون للإبتزاز والضغط الشديد ، فيتم تكليفهم بمهام إنتحارية مثل عملية الدندر أو الكدرو أو متحرك الصياد ، فلو إنتصروا سوف يتم تجيير ذلك لصالح كتائب البراء بن مالك ، ولو رفضوا التكليف أو تم اسرهم سوف يتم إتهامهم بالخيانة والتواطوء ، أو نكران انهم ضباط في الجيش كما حدث للعميد ” ونسة ” والذي وصفوه بأنه عامل نظافة بعد سقوطه في الأسر ..
أما لو ماتوا في ميدان القتال فلن يتم ذكرهم أو الترحم عليهم أو تمجيدهم كما فعلوا مع الملازم محمد الصديق …
والبديل عن كل ذلك هو إختيار طريق الثورة والحرية والإنضمام لقوات الدعم السريع والمشاركة في إنهاء حقبة هؤلاء الرموز التي تحكمت في مصير السودانيين منذ عام 56 ..
هذه الحرب تختلف عن سابقاتها لأنهم ترفع رايات التغيير الشامل
ولكن أبناء الهامش من أمثال العميد إسحاق لا يتقبلون ذلك رغم أن في ذلك إنتصار لإرادتهم ، وربما يكون سبب التردد هو الخوف من العواقب ، وربما يكون السبب أنهم يرضون بالقليل ولا يقبلون بالمخاطرة ..
بين هذا وذاك أنا كتبت سابقاً أن هذه الحرب خياراتها محدودة وهي either to be butcher or meat…وأمثال العميد إسحاق سوف يزج بهم في ميدان الحرب لأنهم لا يمثلون ثقلاً إجتماعياً كبيراً ، وخسارتهم لأرواحهم لا تعني شيئاً للبرهان والذي لا يخفى أجندته العنصرية ضد أبناء الهامش .