واشنطن – وكالات – sudanjem.net- ٦ ابريل ٢٠٢٥م : أعلنت الولايات المتحدة يوم السبت عن قرارها إلغاء جميع التأشيرات الممنوحة لحاملي جوازات السفر الخاصة بدولة جنوب السودان، في خطوة تصعيدية ضد حكومة جوبا بسبب رفضها استقبال مواطنيها المرحلين من الأراضي الأمريكية.
ويأتي هذا القرار في وقت حساس تشهده أفريقيا، وسط تصاعد المخاوف من عودة جنوب السودان إلى أتون الحرب الأهلية مجددًا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بيان رسمي إن حكومة جنوب السودان لم تحترم التزاماتها الدولية المتعلقة بقبول عودة رعاياها الذين يتم ترحيلهم، مؤكداً أن واشنطن لن تتسامح مع هذا الرفض. وأضاف: “اعتبارًا من الآن، بدأت وزارة الخارجية في إلغاء جميع التأشيرات الصادرة لمواطني جنوب السودان، مع وقف إصدار أي تأشيرات جديدة لهم لدخول الولايات المتحدة.”
وشدد روبيو على أن بلاده ستراجع هذا القرار فقط إذا أظهرت حكومة جوبا تعاونًا كاملاً، داعيًا إياها إلى “وقف استغلال الولايات المتحدة”، بحسب تعبيره.
يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت قد تبنت سياسات صارمة لفرض احترام قوانين الهجرة، بما في ذلك التهديد بفرض عقوبات تأشيرية وجمركية على الدول التي ترفض استعادة مواطنيها المرحلين.
ولم تصدر حتى الآن أي تعليقات من سفارة جنوب السودان في واشنطن حول القرار الأمريكي المفاجئ.
وتزامن هذا التصعيد مع وصول وسطاء من الاتحاد الأفريقي إلى العاصمة جوبا في محاولة لنزع فتيل التوترات السياسية، بعدما وضعت السلطات هناك النائب الأول للرئيس ريك مشار، وهو خصم سياسي تاريخي للرئيس سلفا كير، تحت الإقامة الجبرية.
ويُتهم مشار، الذي قاد قوات المتمردين خلال الحرب الأهلية بين عامي 2013 و2018 والتي أودت بحياة مئات الآلاف، بمحاولة إثارة تمرد جديد. وسبق اعتقاله اشتباكات عنيفة استمرت لأسابيع بين الجيش الحكومي وميليشيا الجيش الأبيض العرقية في ولاية أعالي النيل الشمالية.
ورغم أن قوات مشار كانت متحالفة مع ميليشيا الجيش الأبيض خلال الحرب الأهلية السابقة، إلا أن التقارير الحالية تشير إلى نفي أي صلات بين الطرفين في الوقت الراهن.